info@daheshism.com
الموت

 

2- الموت:

 تباينت ألأرآء في تحديد الموت . فما رأيكم فيه ؟ وما دمتم تؤمنون بخلود النفس , فهل النفس  بعد حدوث الموت تبقى مجرّدة من رغباتها وأفكارها السابقة , أم أن هذه تترك آثارها فيها ؟

ج: الموت , كما يعرف في كوكبنا , هو حالة معيّنة خاصّة بألأرض , وبها ينتقل الكائن الحيّ من مرحلة حياتيّة الى مرحلة حياتيّة أخرى , بعد أن يفقد شكله السابق ليتّخذ شكلا" جديدا" قد يكون قريبا" أو بعيدا" عن ذلك , ولكنه لا يكون في أي حال نفس الشكل السابق تماما" . واذ كانت الحياة هي صفة ملازمة للسيّالات الروحيّة , واذا كان كل كائن حيّ يتألف كيانه النفسيّ من مجموعة سيّالات , فألموت يحصل آن يغادر آخر سيّال روحي الشكل الجسمي . أما كيفيّة الموت التي نعرفها في ألأرض فليست هي نفسها التي تحدث في الكواكب والنجوم ألأخرى , فلكل كوكب أو نجم طرقه وأنظمته الخاصة في الموت كما في الحياة . ولكن مع أختلاف الكيفيّة يبقى الموت في جميع العوالم يعني لحظة ألأنتقال من طور حياتي الى طور حياتي آخر .

أما الرغبات والميول فتظل لاصقة بسيّالاتها , لآنها قوى حيّة فاعلة . ولذا فهي لا تندثر بعد الموت , انما ترافق السيّال الذي تكون فيه , كجزء منه , الى اتخاذ الشكل " الماديّ " الجديد . ولكنها تكون في شكلها الجديد غير واعية , تؤثر في سلوك ألكائن وفي طريق حياته , وفي تعيين ثوابه وعقابه , من غير أن يتذكّر شيئا" منها .

وعلى ضوء هذه الحقيقة التي أدركناها عن طريق الروح , يجب على ألأنسان الحكيم الذكي أن يهذّب رغباته ويسمو بأفكاره , ويرقّي مجموع سيّالاته , لأن لا شيء يفنى مما تحمل النفس لحظة الموت , بل كل ألأفكار والميول سيكون ألأنسان مسؤولا" عنها في دوره ألآتي .