
فشا الإلحاد فيها
أحلامُنا أوهامٌ وأوهامنا أحلامْ
سواءٌ أتخلفنا أم سرنا إلى الأمام
أنا لا أثق بأي البرايا: باباهم وبطركهم والإمام
كلٌّ منهم يطعن رفيقه بخنجره فيستقيه كاس الحمام
مثلما يطلق الصياد ناره على سربٍ كثيفٍ من الحمام
تأوهت روحي لدنايا خسيسةٍ يرتكبها كلٌّ من الأنام
شعوبُ الأرض قاطبةً تؤمن بالخزعبلات والأوهام
مثل الشعوب البدائية التي كانت بخشوعٍ تتعبدُ للأصنام
ما دمتُ أحيا في أرض الشقاء، إذاً لن أتمتع بسلام
قلبي يخفقُ اهتياجًا لوجودي في عالمٍ دجوجي الظلام
واهًا لمن يتحكَّمون برقاب العباد، فيا ويلهم من حكام طغامْ
ينفخون كروشهم كالثيران المُسمنة ظانين أنهم عِظامٌ، وأي عِظامْ؟!
وحقيقتهم جلودٌ قذرة تكتسي بها العظام
ومن كان في دنيانا نزيهًا صادقًا أمينًا يعدُّ من الكرامْ
نهشوا سيرته ولفقوا عليه أكاذيب دنيةً ثم أنحوا عليه بالملامْ
لُعنتْ أرضٌ كهذه عشَّش فيها الفسادُ وابتعد عنها السلامْ
ما عادَ أبناؤها ليؤمنوا بأديانهم سواءٌ أكانوا يهودًا أم نصارى أم من الإسلامْ
فشا الإلحادُ فيها يا ويلهم من خالقِ الدُّنى خالقِ السهول والآكام!
وقريبًا ستُزلْزَلُ الأرضُ وتعصفُ بهم فتنهارُ منهم الأحلامْ.
وتفتحُ جهنَّمُ النار شدقها لتبتلعهم
ثم تشويهم بنيرانها المُتأججة ذات الضرامْ.
بيروت، في 22/1/1975