info@daheshism.com
وصايا النبي الحبيب:

 

ماري حدَّاد

هذه المجاهدة المُضطهدة

 

كانت أنوفةً عزوفة؛ بيتُها بيتُ أمجاد عريقة.

نالت قسطًا وافرًا من العلم والأدب.

فلغتها الإفرنسيةُ لا يضاهيها فيها مضاه؛

فضلاً عن إتقانها لفنِّ الرسم الزيتي.

وقد ترأست الفنانين، وضربت الرقم القياسي بهذا الفن الجميل الراقي،

ثم اعتنقت الداهشية وضحَّت في سبيلها بكلِ مرتخصٍ وغال،

وتحملت لأجل عقيدتها أهوالاً رهيبة

تنوء بها أعناقُ الجبابرة الصلاد.

إنها نبراسٌ يضيءُ الطريق للداهشيين،

فعليهم أن يقدِّسوا ذكراها، ويخلِّدوا تضحياتها في مُتحفٍ خاص،

يضمُّ تُراثها لِتُراث الأجيال القادمة، ولْتُحيي هذه الأجيال

الإخلاص والإيمان والبطولة في تحمّل المشاق والمصاعب

لأجل الثبات بهذه العقيدة المقدَّسة.

فالشعوبُ تقدسُ الأبطالُ وتُخلدُ تضحياتهم

ليبقى ذِكرهم خالدًا أبدَ الدَّهر؛

يزورُ الناسُ مُخلفاتهم، وينحنُون أمامَ بطولاتهم الفذة.

إن السيدة ماري حداد جارتِ الرسلَ بتفانيها المتواصل وتضحياتها،

وهي باسمةُ الثغر، وسيخلدُها التاريخ،

وستبقى منارة مُضيئة تراها الشعوب فتمجدُ تضحيتها

ما بقيتْ دنيانا، وما بقي الجنسُ البشريُّ بكرتنا الأرضية.

 

                                         الولايات المتحدة الأمريكية

                                                الساعة 12 ظهرًا

                                                       10/5/1978