info@daheshism.com
الله والإنسان

 

5 - الله والإنسان:

 ما دام الله قادرا" على كل شيء , فلم لا ينير عقول البشر جميعا" و يمنعهم من الشرور و الاقتتال و يهديهم الى الايمان بالأنبياء؟

ج: ان الله تعالى قادر على كل شيء. و لكنه منح الانسان عقلا" يكون له مرشدا" في طريقه و ناقدا" مميّزا" لأعماله, و عزز نور عقله بارشادات الأنبياء و تعاليمهم التي هي قبس من النور الالهي الأعظم. ثم أعطاه حرية التفكير و الرغبة و التصرف. و جعل لكل طريق يسلكه نهاية يصل اليها. هناك سعادة و فوز أكيد, و هنا شقاء و فشل ذريع, و هنالك ذل و عذاب عظيم . فالثواب و العقاب لا يكونان الا بحرية الفكر و العمل , فيسأل كل انسان عن سلوكه, فمن يعمل مثقال ذرة خيرا" يره. و كل ذلك مرتب ترتيبا" كاملا" وفق عدالة و حكمة الهيين , فالشرور التي يرتكبها البشر انما هي ثمار فاسدة أثمرتها سيالتهم الروحية, و مستوى سيّالاتهم المتدني ما بلغوه الا بمحض ارادتهم , و أوضاعهم الفكرية و الاجتماعية و الاقتصادية الراهنة ان هي الا نتيجة تصرفاتهم في أدوارهم الحياتية السابقة.