info@daheshism.com
السيرة الذاتيَّة للدكتور داهش

٦  -رحلات الدكتور داهش وتراثه الأدبي والفني:

 

 

في عام ١٩٥٣، وبعد ان استردّ الدكتور داهش جنسيّته السليبة بكفاحه العنيد , انصرف الى إتمام رسالته الإلهيّة ؛ فكان ،حتى ساعة متأخرة من الليل , يستقبل زائريه الذين كانوا يتقاطرون عليه بالعشرات , يومياً, فيعاينون معجزاته ويستمعون الى تعاليمه الروحية الداعية إلى وحدة العائلة الإنسانية وإلى الأخوة والمحبة بين الجميع و بينهم كثيرون من الصحافيين الذين كانوا ينشرون في صحفهم تحقيقات مثيرة عن معجزاته , مؤيّدة بالصور الفوتوغرافية التي تسجل مراحل اجتراح الخوارق. ففي ٢٢ حزيران ١٩٦٤، نشرت مجلة "الأسبوع العربي" البيروتية مقابلةً صحافية مع الدكتور داهش توجتها بالقول :"أنا داهش اتحدث إليكم". وكانت تلك أول مقابلة صحافية مطولة تجري معه بعد إحتجابه. ثم كرّت سبحة المقابلات في كبريات الصحف اللبنانية

و بدءاً من سنة ١٩٦٩ , باشر الدكتور داهش " رحلاته حول الكرة الأرضية ", ،زائراً أكثر من أربعين بلداً، مدوناً وقائعها في سلسلة تحمل هذا الإسم , وتضم ٢٢ جزءاً. و قد سجّل فيها مشاهداته , و انطباعاته , و أحكامه البتّارة على مجنية القرن العشرين , حيثما حلّ.

 وكان الدكتور داهش مولعاً بالفنّ وممجّداً لجماله. فأحد الأهداف الرئيسية لرحلاته حول العالم كان شراء وجمع القطع الفنية ، من لوحات وتماثيل وغيرها. وقد شكّلت هذه المجموعة ، التي وصل عددها إلى ما يزيد عن ال٢٠٠٠ قطعة فنية، الحجر الأساس لمتحف داهش للفن. وقد بدأت رؤية مخطّط هذا المشروع الضخم قبل عقودٍ سابقة، عندما دأب الدكتور داهش وأتباعه المخلصين على إرسال حوالي النصف مليون رسالة إلى مختلف الفنانين والمعارض في جميع أنحاء العالم لهدف إنشاء هذا الصرح الفني الرائع.

 

شهد عام ١٩٧٥ بداية الحرب الأهلية اللبنانية العنيفة والتي تسبّبت في مقتل حوالي ١٢٠ ألف شخص. وهذه الحرب كان قد تنبأ الدكتور داهش بحصولها ونشرت النبؤة حينها في ٤ كانون الثاني ١٩٤٨ في جريدة "الحياة" اللبنانية. وبعد فترةٍ وجيزةٍ من اندلاع الحرب ، تحرّك الدكتور داهش وأتباعه، وعلى وجه السرعة ورغم المخاطر الكثيرة والصعبة، عملوا على شحن المجموعة الفنية الضخمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحمايتها من تهديدات الحرب وخطر السرقة. وسافر الدكتور داهش إلى الولايات المتحدة في آذار ١٩٧٦ للإشراف على نقل القطع الفنية وتخزينها الآمن.

 

فضلاً عن ذلك , و عن وضعه  عشرات المؤلفات الأخرى , صرف مؤسس الداهشيّة قسطاً وافراً من وقته , لإتمام إنشائه مكتبةً ثقافيةً جامعة كان قد بدأ تجميع كتبها , منذ عنفوان شبابه , و قد ضمّت , حتى الآن , نحو ٢٠٠ ألف كتاب في لغات متعدّدة , اختارها بنفسه من بلدان كثيرة , لتكون تراثاً للداهشيين والبشرية يستحثّهم على الإستزادة من المعرفة.

 

بعد إستكمال رحلاته حول العالم، وفي ١٤ كانون الأول ١٩٧٨، عاد الدكتور داهش إلى لبنان ليشرف على طبع المزيد من مؤلّفاته، ومنها "قصص غريبة وأساطير عجيبة" (في أربعة أجزاء)، والأجزاء الأولى من سلسلة "الرحلات الداهشية حول الكرة الأرضية"، وسلسلتا "حدائق الآلهة توشيها الورود الفردوسية" (١٠ أجزاء) و"فراديس الإلهات يرصعها اللينوفار المقدس" (١٠ أجزاء). 

 

وفي ١ أيلول ١٩٨٠، غادر لبنان نهائياً لإستئناف رحلاته العالمية، فزار أميركا والهند وبعض الدول الأوروبية. 

 

وتوفّي الدكتور داهش في ٩ نيسان ١٩٨٤ في الولايات المتحدة الأميركية حيث دفن.  

 

 

المراجع:

 

١- كتاب "مدخل إلى الداهشية" ،الدكتور غازي براكس.

٢- "مصرع داهش"، بيار روفايل.

٣- "معجزات مؤسس العقيدة الداهشية ومدهشاته الخارقة"، حليم دموس.

٤- " الداهشية حقيقة روحية تؤيدها المعجزات"، الدكتور غازي براكس. 

٥- "جريمة القرن العشرين"، المحامي خليل زعتر. 

٦- "الدكتور داهش بأقلام نخبة من معاصريه"، الدار الداهشية للنشر. 

٧” -معجزات الدكتور داهش ووحدة الأديان"، الدكتور غازي براكس .