info@daheshism.com
السيرة الذاتيَّة للدكتور داهش

٥  -الرسالة الداهشية وإضطهاد الدكتور داهش وأتباعه:

 

 في اواخر عام ١٩٣٨، سافر إلى بغداد برفقة شقيقتيه أنطوانيت ووديعة. وبالرغم من  محاولات البعض من حسّاده ممّن دأبوا على التشهير به في فلسطين أن يسيئوا إلى سمعته قبل وصوله إلى بغداد وبدأوا حملة قبيحة من الأكاذيب ارسلوها إلى الوزارات والسياسيين، إلّا أنه و بعد إجراء بعض التحقيقات ، عُومل الدكتور داهش باحترام، خاصة بعد معاينة قواه الخارقة للطبيعة وأخلاقه الفاضلة. فكان موضع حفاوة الأمراء والوزراء، وكتبت الصحف المقالات المشبعة عن اعماله الغريبة المدهشة.

 

في مطلع عام ١٩٤٠، باشر الدكتور داهش وضع كتابه "الدهاليز" الذي كان يكتب فيه كل يوم صفحةً واحدة

 

و في السنين اللاحقة،  توالت مؤلفاته حسب الترتيب التاريخيّ التالي : القلب المحطم , الإلهات الست , كلمات , جحيم الذكريات , الدهاليز , النعيم , الجحيم , بروق و رعود , عواطف وعواصف , مذكرات يسوع الناصري , نشيد الأنشاد , ناقوس الأحزان أو مراثي إرميا , عشتروت و أدونيس , نبال و نصال , من وحي السجن و التجريد و النفي و التشريد , أوهام سرابية و تخيّلات ترابية , الحمامة الذبيحة أو شهيدة الداهشية الأولى ماجدة حداد , ابتهالات خشوعية , مذكرات دينار   وغيرها .

 

في أواخر عام ١٩٤١، تعرّف الدكتور داهش على السيد الأديب يوسف الحاج، والذي أصبح فيما بعد المؤمن الداهشي الأول بالعقيدة الداهشية. ويذكر السيد الحاج في كتاب "معجزات مؤسس العقيدة الداهشية ومدهشاته الخارقة" كيف قال له الدكتور داهش في إحدى زياراته له: "يا أخي الحاج، انني وإياك سنشكل هيئةً روحانيةً كبرى تبعث بالحياة وأبنائها إلى سماوات النور والمعرفة، وتكون هذه الهيئة هدايةً ثانيةً للناس.. ".

 

وبعد خمس سنوات وثلاثة أشهر من القسم العظيم الذي دوّنه الدكتور داهش، وفي ٢٣ آذار ١٩٤٢ ، تنزّلت الأرواح العلوية في هذا اليوم على الدكتور داهش , بحضور المؤمن الأول الأديب يوسف الحاج  , معلنة قيام الرسالة الداهشية , و بدء  التاريخ الداهشي في العالم , و ذلك في أول جلسة روحية عقدها مؤسس الداهشية . 

 

وبعد إعلان بدء الرسالة الداهشية، تزايد حصول  المعجزات أمام حشود الزائرين، والذين تضمنوا ذوي الكفائة العلمية والثقافية، من أطباء ومحامين وأدباء وغيرهم. وتعددت أصناف الخارقات الروحية التي تجلت على يدي الدكتور داهش، ومنها:

 

- شفاء الامراض المستعصية شفاء فورياً؛

- التنبؤ بتفاصيل الأحداث المقبلة , مهما تعقدت و تعددت وتنوعت ؛

- معرفة الفكر و الحلم وما يكتمه الإنسان ؛

- إحياء الجماد و ميت الحيوان ؛

- تجسيم الصور؛

- تكوين الأشياء قبل وجودها المحسوس, و إعادتها الى الجمود بعد فنائها ؛

- إنماء النبات , و إنضاج  فج الثمار , بلمح البصر ؛

- تغيير طبائع الأشياء و وظائفها , و تكبيرها و تصغيرها وإطالتها و تقصيرها و تغيير أشكالها و ألوانها ؛

- نقل الأشياء المادية من مكان الى آخر بطرفة جفن و إن وزنت الأطنان, و بعدت ألوف الكيلومترات ؛

 

وكانت تُعقد المعجزات والجلسات الروحية في ضوء النهار, أو تحت الكهرباء الساطعة , و دون إحراق بخور  او إقامة سواتر, أو سدل حجب. وتتمّ المعجزات فيها بوضوح كليّ , و يقين ملموس , و بكل بساطة . و لا يهم اذا كان حاضروها قليلين أو كثيرين , مؤمنين أو ملحدين ؛ ذلك بأن الخوارق التي تحدث فيها لا تتأثر بإرادة شهودها , لأنها حقيقية , و القوة الروحية التي تجترحها بواسطة الدكتور داهش, لا شيء يصّدها أو يثنيها , لأنها إلهيّةوكان هدف هذه المعجزات إثبات وجود الروح الخالدة وتثبيت الإيمان بالله وبجوهر الأديان وبعودة الإنسان إلى المثل العليا والفضيلة والأخلاق.

 

 

بعد اعتناق الأديب يوسف الحاج الداهشيّ , تتابع المؤمنون بها من رجال الأدب و العلم , و أعيان المجتمع . و كان بينهم رئيسة نقابة الفنانين , الأديبة ماري حداد , شقيقة زوجة رئيس الجمهورية اللبنانيّة الأسبق بشارة الخوري , فآمنت هي وزوجها وأفراد عائلتها .

إزاء هذا المدّ الإيماني الجديد يغزو المجتمع اللبناني , في مختلف طوائفه , موحّداً بينها , مزلزلاً أوهامها و تقاليدها البالية , محدثاً ضجّة مدوّية في الصحافة اللبنانية و العربية , خاف رجال الدين المسيحي  أن يضعف نفوذهم في لبنان و يتلاشى , فأخذوا ينسجون المؤامرات على رجل الروح , متعاونين مع رئيس الدولة بشارة الخوري وزبّانيّته .

حاولوا , أولاً , إقناع ماري حداد بالتخلي عن عقيدتها الجديدة ؛ لكن مساعيهم تحطّمت على صخرة إيمانها الوطيد.

إذ ذاك , حاولت السلطات إحالة رجل الروح على المحاكمة , بتهم راحت تدبّر من يفتريها عليه. ففشلت فشلاً  ذريعاً؛ و المُدّعي العام المركزي الأستاذ ديمتري الحايك الذي كلّفه رئيس الدولة بهذه  المهمّة , بدل ان يصدر اتهاماً بحق الدكتور داهش  , آمن برسالته السماوية .

حينئذٍ, عمدت السلطات الى استمالة النواب بمختلف الأساليب الترغيبيّة و الترهيبيّة , ليقرّوا مشروع قانون يمنع " مناجاة الأرواح ", و بالتالي يمنع الدكتور داهش من ممارسة نشاطه , و اجتراح معجزاته ؛ لكن المشروع سقط , أيضاً . عندئذ, نشطت السلطات , بالتعاون مع رجال الدين المسيحي , الى تشويه سمعة رجل الروح الطاهر , بتلفيق الشائعات و الإفتراءات الخسيسة عليه, و تذييعها بين الناس , في الكنائس, و المدارس , والصحف . و منع الداهشّيون من الردّ على تلك الحملات من الأكاذيب الدنيئة.

أخيراً , لجأت السلطات الى أساليبها الجحيميّة لمحاربة رجل الله , فألقت القبض عليه في ٢٨ آب ١٩٤٤؛ و دونما محاكمة , زجّت به في السجن . ثم ما لبثت أن سجنت الداهشيين البارزين , تباعاً, بينهم الأديبة ماري حداد نفسها دونما محاكمة أيضاً.

و في ٩ أيلول ١٩٤٤, نفت السلطات مؤسس الداهشية الى خارج  الحدود اللبنانية , بعد ان جرّدته من جنسيته اللبنانية , بطريقة تعسفيّة خرقت بها الدستور , و بعد ان سامته من الجلد و العذاب و الإهانة ألواناً . ثم أبعد من قبل السلطات السورية الى الحدود التركية.

بعد مضي شهر واحد على نفي مؤسس الداهشية , تمكن رجل الروح من العودة سراً الى لبنان . و من عرينه , و رغم انوف الألوف ممن يترصّدونه, نجح في شنّ حملة إعلامية رهيبة , لم تعرف الأرض مثيلها , ضد الطغاة و زبانيتهم . فوضع و وزع , على نطاق واسع , ٦٦ كتاباً أسود, و ١٦٥ منشوراً تناولت رجال الحكم و الدين ممن تآمروا عليه , ففضحت مخازيهم , و هتكت أسرارهم و مؤامراتهم على الشعب .

و قد ساعدت هذه الكتب و البيانات السوداء على إيقاظ الشعب وإثارته ضد حكّامه البغاة , فأُسقط بشارة الخوري من على كرسيّ الرئاسة سنة ١٩٥٢ , و اُنتخب كميل شمعون رئيساً للجمهورية , فردّ الجنسية للدكتور داهش, في أول عهده , سنة ١٩٥٣.