وقالت مجلّة "المختصر" في العدد الحادي عشر ما يلي:
في حادث الدكتور داهش سوف ننشر كل ما يصل إلينا من منشورات الصحف عن هذا الموضوع . فكل صحيفة قالت شيئاً نرجو أن تتكرّم علينا به لكي لا يضيع حق أحد . ومن مجموع أقوال هذه الصحف ومن والوثائق التي لدينا تظهر الجريمة بكل تفاصيلها . فالأدلّة تأتي وتجتمع من تلقاء ذاتها حتى تشاهد الجناية كأنها تتمثّل أمامك على لوحة السينما .
في عدد 18 تمّوز 1946 من مجلّة "السائح" وردت هذه الأسطر التي ننقلها بحرفيتها وهي مكتوبة بقلم صاحب السائح عبد المسيح حدّاد الكاتب الحمصي المشهور . قال :
" كل ما ندركه في حادث الدكتور داهش أن الفكرة الجديدة لا تعيش طويلاً إذا كانت غير صالحة للحياة . ولكنها تعيش طويلاً إذا تناولتها أيدي الاضطهاد . أمّا إذا كانت صالحة للوجود فلا الحكومة ولا أكثريّة الشعب مما يقتلعها من تربة نفوس الأقليّة . ولنا في التاريخ عِبَر كثيرة تضع أمام أبصارنا الحق الخالد .
إننا لا نستطيع السكوت عن مقاومة داهش ومقاومة دعوته من قبل الحكومة في حين أنه لم يقم بدعوته بالسيف .. ولم يطلق سهمه إلاّ للجمع بين الأديان . فإذا كان نبيّاً كذاباً فلماذا لم يترك وشأنه لتموت دعوته من تلقاء نفسها . فالباطل لن يثبت طويلاً . ولكن الاضطهاد يحدث في تابعيه عوامل غريبة تحملهم على الثبات ".
عبد المسيح حدّاد