
ثورة اله
هذه أُنشودةُ (إله الأرض) وحارس أطرافها الأربعة:
"ستندلعُ نيرانُ غضبي الإلهي العميق الغور، السحيق القرار، وستتفجرُ براكينُ نقمتي الجبارة، القاطعة البتارة،
وسأرمي البشر قاطبةً بنبال كنانتي المسننة المسددة التصويب، وسأهيبُ بالخضم أن يطغى على الأرض فيُهلك قاطنيها،
وبالكواكب أن تسقط متلاحقةً من أعاليها،
وسأخبي نورَ ذُكاء، فلا تستطيع الشروق،
وسأحجبُ نورَ البدر، فلا يستطيع الخفوق،
وسأفرعُ من هذا الدور الأجدر على أنقاضه دورًا آخر،
إذ حسبُ البشرَ هذا الظلمُ والعدوان، والعسفُ والطغيان.
وحينذاك يسودُ السكونُ الرهيبُ والصمتُ الأصمُّ أطراف المعمور، لأن عيني قد ملتا هذه المناظر الممجوجة المألوفة
طوال هذه الأحقاب،
وأذنيَّ قد مجتا سماع تلك الأنغام المشوشة الغير الموزونة، وألوهيتي عافت الجرائم والآثام،
***
هذا ما أنشده (إله الأرض) على مرأى ومسمع كل ذي نسمةٍ وحياة!
فتناقلتهُ هوج الرياح إلى كل جهة من جهات مملكته القصية الوسيعة
القدس، في 12 كانون الثاني سنة 1935