
صلاة محزون
آه! تباركَ اسمُك يا الله!
يا إلهي!
لقد تحطم قلبي، وناحت مناحي نفسي،
يا إلهي،
لأنني شاعرٌ بعبء الأوزار المُثقلِ بها عاتقي، وما تزالُ في ازدياد، يا إلهي،
وعالمٌ بأنني أستحقُ عليها العقاب الصارم الشديد،
يا إلهي،
وعارفٌ بأنني لا أستحقُ الرحمة والرأفة والإشفاق،
يا إلهي،
وواثقٌ بأنني ارتكبتُ من المعاصي والشرور الشيءَ الكثير!
يا إلهي،
بل كالشقيِّ المُكبلِ بالأصفاد، المسوقِ إلى ساحةِ الإعدام!
نعم، كالغريق الذي لم يبقَ فيه رمَقٌ من حياة،
ولم يَعُدْ له أمل بالنجاح!
آه! وكالتائه في البيداء لا يدري إلى أي طريقٍ يسير!
آه! والضال في الصحراء لا يدري ما نهايُة المصير!
آه! بل كالذبيح المهدور الدم وهو يلفظُ نفسه الأخير!
بل كالفاقد ما جمعه طوال سني حياته، في لحظةٍ واحدة!
إنني يائسٌ كل اليأس، يا إلهي،
يائس وبائس، يا إله السماوت،
ولكن رجائي فيكَ عظيمٌ وعميقٌ جدًا،
وعمقُه لا حد له ولا نهاية!
وأنتَ بحالتي عليمٌ، يا الله!
أنتَ يا إلهي، ارحمني،
ارحمني.
القدس، في 8 كانون الثاني سنة 1935