info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى " صواعق مدمرة "

 

 

مقدمة

بادأونا بالعدوان فشهرنا عليهم المرنان

1 - الخائن المطرود ونزيل السجون والداعر القذير الخليلي عبد الرجيم الغير الشريف ، وكاتب المقالات العديدة يمتدح فيها سيده داهش طوال أعوام خمسة ( 1931 -1935 )، ثم ينقلب على سيده ومهذبه فينشر عنه افتراءات وأكاذيب دنيئة استقاها من تربيته المنزلية ، وما ذلك إلا لشدة غيظه العظيم وحفيظته عليه ، لأنه طرده بعدما اكتشف أنه سرق من ماله ٢٠ ألف جنيه ؛ الخائن المطرود هذا كان في أيام السيد المسيح يهوذا الاسخريوطي الذي سلم مسيحه لأعدائه ، وإذا هو بتقمصه في هذا الدور يكرر خيانته ، فيحاول النيل من سيده ومهذبه داهش بما نشره ضده في الصحف والكتب من أكاذيب وأضاليل قذرة لا يقدم عليها إلا كل سافل منحط الأخلاق ، دنيء التربية ، بذيء اللسان ، وما كان إلا واصفاً نفسه ، مظهراً اخلاقه وتربيته المنزلية المدنسـة.


ألا فليعلم بأنه لو ملأ صحافة الدنيا بأقذاره السافلة فلن يستطيع مس نعل سيده وطارده لخيانته النتئة.

سأل أحدهم الدكتور داهش :

ـ ألا تنفض على هذا المقاذع كلمة تفعل به فعل النعل بالعقرب ؟

فأجاب :
ـ لو دخلتم قلبه لوجدتم فيه حليفين لي عليه : الحسد واللؤم ، يفعلان به أشد من نفض النعال .

 

٢ ـ وتوفيق ضعون لقد أضاع النضار رشده فجعله ينشر مقالاً ضد داهش . وللحال تصدى له الأستاذ دموس بالمقال الذي أفحمه ، إذكال له الصاع مئة صاع ، فضاع صواب توفيق ، ولم ينبس ببنت شفة . وقد عاتب سفير لبنان بالبرازيل - يوسف السودا ـ وقال له : « لقد تورطنا مع الداهشيين الذين هدموا أسس من بيده الحكم ، وردموا عامره ، ومزقوا ستره ، وكشفوا خبيئة أمره ؛ وكنا بغنى عن مهاجمتهم إياي إذ سيوردونني موارد التهلكة ، فما كان أغناني عن معاداتهم ، وليتني لم أحرك قلمي ضدهم ، ولكن سبق السيف العذل . وإني متأكد بأنني لن أنجو بجلدي منهم بعدما تدخلت فيها لا يعنيني .لهذا لن أستغرب إذا سمعت منهم ما ليس يرضيني »

لقد صدق ضعون في هذا . فليتمتع بقراءة مقالنا الذي رددنا فيه على مقاله الذي كتبه ضد الدكتور داهش . فمن قرع الباب أسمعناه الجواب .

أما ما ينطبق على توفيق ضعون فهو هذا :

جمع سليمان الحكيم الطيور وسألها عن أحوالها ، ثم سأل البومة :

ـ لماذا رأسك كبير ؟

قالت :

ـ لأني شيخة .

ـ ولماذا ذنبك صغير ؟

- لأني فريخة

فدهش الملك سليمان لجوابها ، وطردها قائلاً لها :
ـ إنك كاذبة فيما تقولين من رأسك الى ذنبك.

 

3 ـ وسعيد تقي الدین نزيل الفيلبين يظن أن أسلوبه الساخر لا يجاريه فيه أحد ما. والحقيقة أن أسلوب سعيد الذي يظن صاحبه أنه أسلوب ساخر ، ما هو إلا ثقيل ثقل الرصاص ، بل أثقل من الرصاص . وعباراته الطعبروسية وأضرابها ما اخترعه ما هي إلا كلمات سمجة ممجوجة يشمئز القارى منها اشمئزازه من الأراقط السامة ولنؤكـد له أن أسلوبه الكتابي التافه ليس إلا أضحوكة زرية ، بادر الأستاذ حليم دموس ليعلمه كيفية الكتابة ، فدبّج هذا المقال الفكاهي الذي يراه القارئ  ليريه أنه باستطاعتنا الكتابة الفكاهية التي تلذ القراء وليس كأسلوبه المكروه الذي يولد من قلمه ميتاً .

أما الحكم فسنتركه للقراء ، فلهم أن يختاروا ما يحلو لهم ، فهم خير حكم بيننا وبينه.

وأخيراً ، نقول :

هكذا الناس ، فمنهم من يحشر أنفه بمسائل لا تعنيه فينال تعبا هو بغنى عنه ، ويسمع ما لا يرضيه.

 

4 ـ ومصطفى محمود هذا الذي أفحمته الظاهرات الروحية التي لمسها لمس اليد فراح يكابر ، وراح يعلل ، وراح يفسر ما رآه بأنه قوة نفسية ، وتأثير ، وتنويم وغرق بالتعليل ، وغاص بالتأويل ، وما كان إلا غاشاً لنفسه ومضللاً لسواه. هذا الذي يفبرك للناس الكتب التافهة التي لها ذنب دون رأس ! فأنت تقرأ سفسطة كلام وسقرطة عبارات مطرزة ، ولا تخرج بأية نتيجة إطلاقاً .

عبارات مرصوفة ، وكلمات مرصوصة لا معنى لها يستطيع الإتيان بأفضل منها بمراحل أي تلميذ مبتدئ" . ومن العار أن تسمى كتباً فهي تافهة من ألفها حتى يائها ، ومصيرها معروف سلفاً.

إن هذا "المصطفى" وهذا "المحمود"  أوقع نفسه في فخنا ، فما كان أغناه عنه ! فلو عقل لألجم لسانه ولحكم جنانه ولحطم قلمه وهو ممسك به ببنانه ، ولنال النجاة ، ولكن لسانه خانه طوال زمانه ، ويا للسان الخوّان ! فقد أبعد عنه الاطمئنان وسكينة النفس ،فأصبح بحالة تعاسة وبؤس.

ومصطفى محمود هذا ، توسط له الصحفي السيد ياسر هواري رئيس تحرير مجلة " الأسبوع العربي "، إذ اتصـل تلفونياً بالدكتور داهش ، ورجاه أن يستقبل مصطفى الذي يرغب بالتعرف إليه ، عله يشاهد ظاهرة روحية يتوق لرؤيتها ، لينشر عنها بالصحف . فرحب داهش بمقدمه وكرمه ، وأجرى أمام مصطفى ظاهرات روحية ، ثم ودعه باكرام . فما كان من مصطفى إلا تطريز مقال تافه ناقض فيه نفسه ، وأظهر بكتابته جهله . فهل خدعه بصره ؟ أم أغلقت عليه بصيرته ؟!

وكان جزاء الدكتور داهش منه كجزاء سنمار!
والمثل يقول : « لعن الله كل من شرب من بئر ثم رمى بها حجارة ».

وقد ذكرني مقال مصطفى محمود الجاحد بهذه الحادثة التي تنطبق عليه :
قيل إنّ أميرا استدعى عبدا وقال له:


" أنا بحاجة لوكيل يساعدني بادارة أملاكي ، وقد اخترتك لهذه المهمة ، فأنت الآن معتق ، فاذهب لشغلك ، واعمل بأصلك.

وخرج العبد وهو لا يصدق ما سمعه لشدة فرحه ، ثم راح يأمر وينهى ، ويظلم ويقسو ، ويطرد هذا ويضرب ذاك ، ويبذر اموال سيده.

وعرف الأمير بما جرى ، فجن جنونه واستدعى العبد إليه وقال له :
ـ أهذه مكافأتي منك ؟ لقد أقمتك وكيلاً على أموالي ، فتصرفت هذا التصرف المؤسف .

اجاب العبد :

ـ عفواً يا مولاي ، أنا لم أفعل إلا ما أمرتني به . ألم تقل لي : « اعمل بأصلك »؟
وقد عملت بأصلي ، فلا تلمني.

وبعد ، لقد هاجمنا هؤلاء الفرسان الأربعة فهاجمناهم ، وحاولوا التغلب علينا فصرعناهم ، وتبذّلوا بما نشروه فأدّبناهم ، وحاولوا إلصاق المفتريات بنا فشهّرناهم ، فنكصوا على أعقابهم والألم المدمي يفترس قلوبهم افتراساً رهيباً ، وندموا ولكن لات ساعة مندم .

حقاً لقد صدقت الآية الكريمة القائلة :

« وما ظلمناهم ، إنما كانوا لأنفسهم ظالمين » . صدق رب العالمين.

هذا وإن عدتم عدنا ، ونحن نردد بابتهاج قائلين :

سنريكم نجوم الليل في الظهيرة إن تجرأتم وحركتم قلمكم الذي سنحطمه تحطيماً مروعاً ، وندع صرخات ألمكم المدمي تسمعها أبالسة الجحيم في جهنمها السحيق الأغوار المتأجج بلهيب النار . هذا إذا كان أحدكم ما يزال حياً .

لقد اسـمعتَ لو ناديت حياً        ولكن لا حياة لمـن تنـادي
وإنّـا لمنتظرون.

أنطوان مرعب