
هذه نهاية المدمنين وهكذا مصيرهم
كنت أشاهد هذه المشاهد وأنا أقول : لو استطعت لانفجرت من الضحك . وما لبثت أن رأيت هؤلاء المعربدين وهم يحطمون صندوقة أبي محمود ... ثم أهوت أيديهم إلى داخلها وأفرغت ما فيها .
ثم ولوّا الأدبار بغنيمتهم فائزين .
وعندما ثاب صاحب الحانة إلى رشده لم يجرأ أن يتقدّم بشكواه أمام البوليس على سرقة أمواله لأنه يكون مسؤولا على قبوله زبائن يقدم لهم المكيفات الممنوعة . فراح يهدد الهواء بقبضة يده ثم يعود فيقبض على شاربيه الشامخين بكفه ويروح يفتلهما وهو يهدد ويتوعد هؤلاء الأشقياء في أول فرصة يشاهدهم فيها . بأنه سيبطش بهم جميعاً بطشاً ذريعاً .
وكان نصيبي – أنا الدينار – أخوين فازا بي ولكنهما اختلفا فيما بينهما . فكل منهما يدعي بأنه كان الأسبق في الحصول عليّ . ولما اشتدّ الجدال بينهما احتدّ الشقيق الأصغر وما كان منه إلا أن أخرج مديته وطعن بها أخاه في حبّة قلبه فوقع يتخبّط بدمه . ولم تمض نصف ساعة حتى كان هذا القاتل وراء الجدران الثخينة وهو يلعن أول من علّمه استعمال الأفيون وأغراه على تعاطيه . فها هو قد فقد بواسطته ليس شقيقه فقط بل مستقبله وسمعته وربما حياته أيضاً . وتمنّى لو تسمح له السلطات أن يخرج بحراسة البوليس كي يذهب إلى هذه البؤر ناصحاً زملاءه من المدمنين على تعاطي هذه السموم الفتاكة أن يقلعوا عنها إذ فيها دمارهم والقضاء على شرفهم .
ولكن أنى له هذا وحياته أصبحت رهينة كلمة يخرجها القاضي من بين شفتيه كي يتسلمه الجلاّد ليبتر هذا العضو الفاسد من الهيئة الاجتماعيّة .