info@daheshism.com
جمال عالم الروح والحقيقة و الحنين إليه:

 

فراديس

 

راود النُعاسُ جفنيَّ، وإليه قلبي بكليتِهِ استسلم

فحنا عليَّ وضمني إليهِ بعطفٍ والِدِيٍّ ورِقَّةٍ سحرية

ثمَّ لَثَمَ شفتيَّ الباردتين، فسرتْ في عُروقي رجْفةٌ مقدمةٌ إلهية

وانتفضتُ انتفاضةً حملتني من الظُلماتِ إلى حيثُ الأنوارُ الساطعة

وعند ذاك، تهيبتْ نفسي، إذ عرفتْ أنَّها أمام الحقيقة الناصعة

ورأيتُ البونَ الشاسِعَ بينَ رُوحٍ طليقةٍ وجسدٍ مُقيَّدٍ مُحطَّم

 

 

عُواء

 

ارتفعتُ مُحلِّقًا بخيالي في أجوازِ السماء

هناك... حيثُ العوالمُ السَّرمديَّةُ في سناء

هناكَ... حيثُ الغيومُ العلوية في نقاء

هناك... تحيا الأماني العذبةُ كحواري البقاء

فأوَدُّ أن أبقى حتى الأبدِ في مكانٍ مغمورٍ بالضيَاء

وأُصغي قليلاً إلى الأرض، فإذا أصواتُ البَشَرِ كأنَّها عُواء!

 

 

قريبًا

 

هناكَ، يا رفيقي، وراءَ الأُفُقُ السحيق

أرجُو أن اجتمعَ بأحبائي في الأعالي

وأنتظِمُ في سلكِ ذلكَ العقدِ المتلالي

فعندئذٍ، تستريحُ نفسي المُتعبةُ الخائرة

وتقرُّ عيني، وتستكينُ رُوحي الحائرة

ويَهدأُ جسدي في ظُلمة القبرِ العميق

 

 

إلى مَعْدنِ الطُّهرِ والنَّقاء

 

أَيُّها السَّيِّدُ المسيح، أيُّها الخروفُ الذبيح

يا رُوحَ الطُّهر، ومَعدنَ النقاءِ العميم

يا رجيَّة الحزين، ومحطَّ رِحالِ الأثيم

يا مَنْ بذلْتَ دَمَكَ الطَّاهِرَ لأجْلِ خطايانا!

أيُّها الإلهُ العظيمُ، ويا مَنْ لا تَنسانا

أنتَ هو حِمانا، ومَاحي آثامِنا، وديُنكَ هو الدِّينُ الصحيح

 

 

 

 

 

إلى مَلاك

 

لقد طلعَ الفجرُ، فإليَّ إليَّ، يا ملاكي اللطيف

حَوِّمْ في الفضاء الرحبِ الواسِع

وخُضْ في الخِضَمِّ اللَجِبِ الشاسِع

ثمَّ اصْعَدْ والمُسْ رُوحي لَمسَةً مُنعشَةً رقيقة

وهيَّا اكشف لي عن أسرار الحقيقة

وهُنا عادَ الملاكُ فحلَّق، فإذا لجناحيهِ خفقةٌ ورفيف

 

 

عذارى الفراديس

 

يا ربَّاتِ الخيال وبناتِ السَّحاب

أيُّها العّذارى اللواتي أَراكُنَّ في تَخيُّلاتي الفريدة

يا قيانَ الفراديسِ وعصافيرها الغريدة

أَنتُنَّ أعذبُ مِنَ الأحلام، وأبهَى مِن أسلاكِ النُّور

أَنتُنَّ أشِعَّةٌ سحريةٌ تتألَّقُ في ظلُمُاتِ الديْجُور

فتُضْفي عليَّ بهاءً رائِعًا يَظلُّ نُورُهُ مدَى الأحقاب