
ضمّوا رفاتي إلى رفاتها
عندما تدقّ ساعتي الأخيرة السعيدة,
معلنةً انتهاء آلامي في أرض الشقاء والعناء,
وتهبط روح الطهر لترافقني إلى عالم البهاء والهناء,
فأوغلُ معها بمرحٍ وحبورٍ وفرحٍ وسرورٍ,
قاطعاً المسافات, مرتقياً الأبعاد السماويّة,
يدفعني الشوق الذي يقصّر عنه وصفي
كي اجتمع "بمجدا" الحبيبة …" مجدا" المفدّاة.
إذ ذاك … أطلب إليكم يا أحبّائي أن تضمّوا رفاتي إلى رفاتها
كي يطمئن جسدي الترابي الفاني بالمكوث معها,
مثلما تكون روحي الخالدة الشجيّة قد انتشت من امتزاجها بروحها النقيّة!! …
عندما تُقفل عيناي, وتَثقُلُ أذناي, وتصفرُّ وجنتاي,
وتهمد حركات الحياة في جسدي الراقد رقاده الأبديّ,
وتنطلق روحي في المسافات الزرقاء اللانهائية,
باحثةً عن روح "مجدا" التي بكيتها كثيراً, ونشدُّتها كثيراً, وحزنت عليها كثيراً …
حتى تجدها في فراديس الحُبِّ الحقيقي الخالد,
فتمتزج بها, وتغمرها بعطفها ولطفها وحنانها الأبديّ …
إذ ذاك … أرجوكم يا أعزائي الأوفياء أن تجمعوا بين رفاتي ورفاتها
كي يطمئن جسدي الغريب بالقرب من جسدها العجيب,
مثلما تكون روحي الفرحة قد امتزجت بروحها المرحة!! …
عندما يقف قلبي عن ضرباته المعتادة,
ويصبح جسدي كميّةً مهملةً لا شأن لها,
وتدبُّ برودة الموت في أطرافي المتصلّبة,
وتنسج يد الفناء رسومها الغريبة على أسارير وجهي الشاحب,
وتسبح روحي منقّبةً عوالم النجوم عن "مجدا" التي أحبّتها روحي,
وتجوس الفراديس الإلهية حتى تكتشف مقرّها الخلاب,
وتحيا بقرب روحها اللطيفة, وترتشف معها كؤوس المسرّات الروحيّة,
إذ ذاك … أضرع إليكم يا خلاّني الأمناء
أن تمزجوا رفاتي الخامدة برفاتها اللطيفة الهامدة
كي يطمئن جسدي البالي لانضمامه إلى جسدها الغالي,
مثلما تكون روحي الشقيّة قد سعدت باجتماعها بروحها الزكية.
عندما تنظرون جثّتي التي غادرتها الروح,
وتشاهدون السكينة الخرساء الأبديّة التي تغمرها,
وتلمسون جلال الموت يظللني بجناحيه الكئيبين,
وتخاطبوني فلا تسمعون مني الجواب,
لا تحزنوا عليّ إذ ذاك … ولا تنتحبوا,
بل اطربوا في أعماق قلوبكم واغتبطوا,
لأنني أكون إذ ذاك قد اجتمعت بروح "مجدا" الحبيبة, "مجدا" المفدّاة,
فتاة أحلامي الذهبية, وربة آمالي الشعرية,
"مجدا" من ضحّت بحياتها لأجل حياتي,وبذلت روحها لأجل روحي.
وأوصيكم يا أحبّائي الأعزاء أن تضعوا رفاتي مع رفاتها
كي يبتهج جسدي بانضمامه إلى جسدها,
مثلما تكون روحي الحائرة قد اجتمعت بروحها الطاهرة!! …