
صراخ القُبُور
الويل ثم الويل ثم الويل لنا نحن الموتى المثقلين بالأوزار!
لقد كنا في الحياة الدنيا نبعث ونلهو مع الفساق والفجار!
ونقضي الليل خائضين في اجتناء أزهاره السوداء الداجية!
ومع كل ابنة حواء مستهترة ماكرةٍ فاجرة ناكرة للجميل مداجية!
وعند انبثاق فجر جديد نلعن السماء ونطوف في الأزقة!
لقد كنا وأيم الحق غلطاء، بلداءَ، أشقياء دون ما رقة!
اختلسنا أموال الأرامل والأيام والأطفال البؤساء!
واعتدينا على الضعفاء والفقراء والمساكين التعساء!
والكذب؟! كان يسير في ركابنا أنى سرنا!
وإذا ما أوقعنا بفريستنا الآلام انشرحت نفوسُنا وسُرِرنا!
لله!... لشد ما تهكمنا على تعاليم سيدنا... سيد المجد،
حتى حل علينا القضاءؤُ وضمنا في ثنايا هذا اللحد!
وإذا بالأبالسة تتخاطفنا بقسوة وتعذبنا بعنف وجنون!
نحن ها هنا لا نشعر بعاطفة شفقةٍ من قلب عطوف حنون!
النار المتأججة تحيط بنا ونحن نخوض في محيطها!
والشياطين يتخاطفون إحدى الزانيات ويروح كل بمفرده يسُوطها!
والدموع تفيض من المآقي دون انقطاع دهورًا طويلة!
فيتعالى ضجيجنا الصخاب وكل منا يوالي نحيبه وعويله!
رحماك أيتها السماءُ العادلة!... وكفانا عذاب!
ويا أيها العلي!... أحِلْ برحمتك آلامنا إلى بهجاتٍ عذاب.
بيروت، 20، ك 2، 1943