
بذِّرْهُ واحتقرْهُ
إجمع النُّضارَ يا صاح، ثمَّ بذِّرَهُ على ما تشتهيهِ من اللذات
واقبضْ عليهِ بيدٍ جبارة، ولا تُذْعِنْ لِعُبُوديَّيتهِ الذليلة
واحتقرْهُ ولا تدعهُ أن يكونَ بَيدِكَ غاليةً بل وسيلة
واذكُر دائمًا أنَّ هذه المادَّة أثيمةٌ قَذِرة
إذ كانتِ السبب لشتى أنواعِ الجرائمِ المُستنكرة
وكم مِنْ أحياءٍ انتقلوُا بواسطتها إلى عَالم الأموات!
أطماعٌ أبدية
عُجِبْتُ مِن جَشَع البشرِ الأشعبيِّ والطَّمعِ الهدَّامِ الرَّعَّاد
وعجبتُ من التكالُبِ على العقار والتَّحسُّر على الدِّرهم والدينار
وعجِبتُ من الصياحِ والنفار، ثمَّ الطِّعانِ والشجار
ومِنَ التهالكِ على القِيانِ، ثم تشييدِ الدُّورِ والجنَان
ومِنَ الرياحينِ والأزهار، ثم خفقةِ الرُّوحِ والجنان!
لِمَ جميعُ ذلكَ، أيُّها العِباد، ما دامَ الموتُ لكم بالمِرصاد؟
الجشعُ الدَّائِم
لِمَ الجَشعُ، يا صاح، على الدِّرهَمِ والدِّينار؟
ولِمَ التشبُّثُ بهذهِ الحياةِ الفانية؟
ولِمَ التهالكُ على أقدامِ كلِّ غانية؟
ولِمَ التفاني في جمع الأموال؟
ولِمَ كبْتُ النفس وازدرَاءُ الآمال؟
لِمَ كل هذا، ما دامَ أمامَنا شبحُ الموتِ والاندِثار؟
سيطرةُ المادة
نحنُ من عُبَّاد المال ومُقّدسي النُّضار مَدى الحياة
نكفُرُ بالأديان وننسى اللهَ في سبيله
نَلعَنُ الكائِناتِ، ونُقدِّسُ إبليسَ للوُصُولِ إليه وتأثيلهِ
لَقد نسينا أجدادنا وآباءنا إكرامًا للحُصُولِ على بَعضِه
نُضَحِّي بكلِّ صديقٍ وعزيزٍ لاغتنامِ ساعةِ قبضه
كلُّ هذا نفعلُهُ، ويفعلُهُ الناسُ، حُبًّا بمالٍ يتركُونهُ بعد الممات!
أطماعٌ خالِدَة
هَبْ أنّكَ نِلتَ منْ دُنياكَ مَرامَكَ وجيمعَ أمانيك
أفيعني ذلكَ أنَّكَ اصبحتَ فيها خالدا؟
أم تُراك شاكرًا لخالقِكَ وحامَدا؟
لا هذا، ولا ذاك، أيُّها المسكينُ الجاحِد
إنْ أنتَ الا ذلكَ البُركانُ الثَّائرُ الخامِد
ولو حققتَ جميعَ أهدافِكَ ومَراميك
حيرَة
المالُ غرَّار؛ إذا فضَّلْتَهُ على البَنينِ تكوُنُ مُخطِئًا حياتِك
وإذا فضَّلْتَ عليه البنينَ تُخطئُ لِلهيْئَةِ الاجتماعية
بالمال تستطيعُ قضاء جميع لُباناتِكَ الجَسَديَّة
ولكنك لا تستطيعُ إشباعَ رغباتِكَ الرُّوحية
وبالبَنين تستطيعُ أن تُشبعَ رغبتَكَ النفسيَّة
دون أن تستيطعَ قضاءَ لُباناتِك