
أنا غريب
نعم ، أنا غريب في هذه الحياة الغريبة عني ،
نعم، أنا جئتُ من عالم مضيء غير هذا العالم الكئيب ،
نعم، أنا أشعر بثقل الثواني وهي تمرُّ بي مرَّ الخاطر .
نعم، أنا سرعان ما أراها تتحول إلى دقائق فساعات.
نعم، أن أشاهدها وهي تصير أياماً فأسابيع...
نعم ، ثم كأني بها وقد صارت شهوراً فسنين !
نعم ، إنني أحصيها بعد أن تتكاثف وتتكاثر.
نعم ، وأحس بنفسي أنمو من سني الطفولة.
نعم ، وأستقبل طور الشباب فالرجولة.
نعم ، ثم أرى السنين تحطُّ عليَّ بكلكلها الثقيل .
نعم ، وسيتقوس مني الظهر ، ويخبو فيَّ الشعور !
نعم ، وأفتش عن العكاز المعقوف ، فإذا هو لا يفارقُ يدي !
نعم، ثم أحس بالضعف العام الشامل
يسير في جسدي متمشياً في مفاصلي !
نعم ، ووِشْكان ما أراني همّاً عديماً بالياً .
نعم ، ثم أشهد الجدث القاسي فاغراً فاه لابتلاعي !
نعم ، ثم إذا بي أجد نفسي صريعاً
بين يدي حبيبي ( الموت ) المهيب الجبّار !
نعم ، فترتعش روحي، وينتعش جسمي ، إذ أطرب لهذا اللقاء
نعم ، ثم يهال التراب فوقي ، ويذهب القوم .
نعم ، وأبقى وحيداً فريداً لا مؤنس لي في وحشتي.
نعم ، فأنا هكذا أتيتُ ، وهكذا سأعود.
نعم ، إذ غريباً أتيت الى هذا العالم...
نعم ، وغريباً سأغادره كما أتيته ! ...
القدس ، كانون الثاني