info@daheshism.com
حنين النبي الحبيب الى عالمه والتوق إلى الإنعتاق، غربته و وحدته، حبيبه الموت:

 

أنا غريب

 

نعم ، أنا غريب في هذه الحياة الغريبة عني ،

نعم، أنا جئتُ من عالم مضيء غير هذا العالم الكئيب ،

نعم، أنا أشعر بثقل الثواني وهي تمرُّ بي مرَّ الخاطر .

 

نعم، أنا سرعان ما أراها تتحول إلى دقائق فساعات.

نعم، أن أشاهدها وهي تصير أياماً فأسابيع...

نعم ، ثم كأني بها وقد صارت شهوراً فسنين !

نعم ، إنني أحصيها بعد أن تتكاثف وتتكاثر.

نعم ، وأحس بنفسي أنمو من سني الطفولة.

نعم ، وأستقبل طور الشباب فالرجولة.

 

نعم ، ثم أرى السنين تحطُّ عليَّ بكلكلها الثقيل .

 

نعم ، وسيتقوس مني الظهر ، ويخبو فيَّ الشعور !

نعم ، وأفتش عن العكاز المعقوف ، فإذا هو لا يفارقُ يدي !

 

نعم، ثم أحس بالضعف العام الشامل

يسير في جسدي متمشياً في مفاصلي !

نعم ، ووِشْكان ما أراني همّاً عديماً بالياً .

نعم ، ثم أشهد الجدث القاسي فاغراً فاه لابتلاعي !

نعم ، ثم إذا بي أجد نفسي صريعاً

بين يدي حبيبي ( الموت ) المهيب الجبّار !

نعم ، فترتعش روحي، وينتعش جسمي ، إذ أطرب لهذا اللقاء

نعم ، ثم يهال التراب فوقي ، ويذهب القوم .

نعم ، وأبقى وحيداً فريداً لا مؤنس لي في وحشتي.

نعم ، فأنا هكذا أتيتُ ، وهكذا سأعود.

 

نعم ، إذ غريباً أتيت الى هذا العالم...

نعم ، وغريباً سأغادره كما أتيته ! ...

 

القدس ، كانون الثاني