info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة العاشرة، العدد الأول، صيف 2004

 

صوت داهش

السنة العاشرة، العدد الأول، صيف 2004

 

منى تنتصرُ العدالةُ والحريَّة وحقوقُ الإنسان؟

 

مع صدور هذا العدد من "صوت داهش " يكون قد مرَّ 95 عاماً على ميلاد مؤسس الداهشيَّة. إلَّه ميلاد نجمٍ وهَّاج أنعم على كثيرين بقوَّه الإبصار في ظلمة المادية المُطبقة، وثبت إيمانهم بخلود الروح وبالثواب والعقاب، في عصر أصبح الإيمان فيه مجرّد كلمات فارغة أو مادَّة للمتاجرة. جميع الهداة الروحيين والمُصلحين كان شأنه، فعانى العناب والاضطهاد من أجلِ نشر رسالته الداعية إلى العودة إلى جوهر الأديان، وذلك بالتمسُّك بالفضائل وفي رأسها المحبَّة والرحمة، وإلى الإيمان بوحدة الأديان الجوهريَّة في عالم سفَّلته الرذائل والمظالم، ومزَّقة النعصُّب الدينيّ الأعمي. وقد نادى الدكتور داهش بضرورة انتصار العدالة والحرية وحقوق الإنسان في العالم حيث ما تزال شعوب كثيرة رازحة تحت نير القهر والاستبداد. وبهذا العدد تدخل هذه المجلَّة الحاملة صوته الهادي سنتها العاشرة وقد أتَّسعت دائرة قرَّائها، وتكاثر المسهمون في مقالاتها من أساتذة جامعيين وأدباء ومفكِّرين، وهذا يعكس من الاهتمام بالرسالة التي تحملها، ألا وهي نشر المعرفة الصحيحة العميقة وتشجيع الأعمال الصالحة، وترقية النفس، الأمر الذي يؤدي إلى التقدّم الروحيّ والخلاص. و من كتابات الدكتور داهش المُلهمة يتضمَّن هذا العدد قطعتين تأمليتين في واقع الأرض مُقارناً بعوالم الهناء، وفي تيهان البشر عن الحقيقة، مع قصّة قصيرة توضّح السببيَّة الروحيَّة وتمام العدالة الإلهيّة من خلال تقمُّص السيَّالات ص( 5، و 48 ). كذلك يُتابع رئيس التحرير إيضاحه لمفهوم السيَّالات الروحيَّة وأنواعها وتفاعلاتها، مُبيناً السبب الروحيّ للاختلاف في مدارك الناس وفي نزعاتهم واستعداداتهم، وتأكيد العلم الحديث لما تذهب الداهشيَّة إليه، كما يكشف السرّ في تفاعلِ الإنسان مع مجاله الحيويّ البشريّ و الطبيعيّ تجاذباً أو تنافراً (ص ).

 

وفي المجال الحضاري يشارك عدّة اختصاصيين. فالدكتور ماجد فخري يعالج موضوع التفاعل بين المسيحيَّة والإسلام من بعثته، والحوار اللاهوتي بين الدينين؛ كما يطرح مشكلة تعدُّد المفاهيم الدينيَّة - السياسيَّة، وخاصة في ما يتعلَّق بعلمنة الدولة، مبيناً أن مصدر الخلاف الدينيّ هو سوء التأويل الذي يتمسَّك به الغُلاة من مختلف الأطراف (قسم إنكليزي، ص 4)،

 

ويتابع الأستاذ علاء الأعرجي معالجته أزمة التطوّر الحضاريّ في البلدان العربيّة، فيركّز على التأثير الذي أحدثهُ في " العقل المجتمعيّ " العربي عدم مرور العرب بمرحلة الزراعة التي كان لا بدَّ منها للتغلُّب العقلية البدويّة والقيم القبليّة التي سادتهم في جاهليتهم؛ زدْ إلى ذلك تأثير التدهور الكبير الذي خلَّفته عصور الانحطاط (ص ۱۹ ).

 

وتعرض الدكتورة سميرة ماضي خلاصة للمرحلة الثورية التي مرَّ بها فكر الشيخ خالد محمد خالد، بدءا من كتابه " من هنا نبدأ " الذي ناصر فيه علمنة الدولة، ومروراً بكتابه مواطنون لا رعايا الذي ساعد مع أمثاله من الكتابات التي زامنته في تهيئة الإطاحة بالنظام الملكي بمصر، فإلى سلسلة من الكُتب المتبسِّطة في الديمقراطيّة والقيم الإنسانيّة التي جعلته ممثلاً للتيَّار الحديث المتحرِّر؛ ثم تشير إلى مرحلة تراجعه وانقلابه ( ص ۲۸).

وتعالج فاطمة ناعوت موضوع الفيلسوف ابن رشد في نظر الغرب، فتتصدَّى لنشأته وتعليمه وإنتاجه الفكريّ وتقريب الخليفة له فمحنته، ثم تعرض منهجه العقلانيّ ومحاولته التوفيق بين الدين والفلسفة، وتأثير كل ذلك في اللاهوت المسيحيّ في القرون الوسطى (ص ۳۸ ).

كذلك تضمَّن هذا العدد مقالة للدكتور أحمد عتمان في تأثير أسطورة إيزيس في العالم اليوناني - الروماني وملامح صورتها من خلال ما كتبه بلوتارك (ق. إنكليزي، ص ۱۹ )؛ وأخرى للدكتور ريتشارد بوب أقام فيها الدليل على أن التشكيل الأول للرابطة القلميَّة قد حدث في عام 1916 وليس في عام ۱۹۲۰ ، وأن نسيب عريضة وعبد المسيح حداد كانا الشخصين الرئيسيين لإنشاء اتِّحاد الكتاب وليس نعيمة وجبران مثلما هو مُتعارف عليه (ص 58)؛ وثالثة للدكتور سمعان سالم والدكتورة  ليو هلمرسون عن مضار التلويث الإشعاعيّ؛ و مقالات أخرى للدكتور على حويلي، والأستاذ شيخاني، وعفاف عبد المُعطي أحمد مع قصيدة عصماء في ذکری مولد مؤسِّس الداهشيَّة للشاعر ياسر بدر الدين (ص 55 ).*

 

هيئة التحرير