info@daheshism.com
مقدِّمة إلى "دراسات ومقالات للأدباء والكتّاب والصحفيّين في كتاب مذكّرات دينار"

دراسات ومقالات

للأدباء والكتّاب والصحفيّين

في كتاب

مذكّرات دينار

لمؤلّفه الدّكتور داهش

 

 

بَشريَّة ضَالّة

 

أيَّتهَا (الحقِيقة )الضَّائِعَةُ في خِضمّ هَذا الكَون الحَرُون

نحْنُ نخَافكِ ونَهَابكِ وَلا نريدُ أن نَدْنُو منكِ

تسْعينَ إلينَا وتنادِينَنَا كالأُمّ الحَنُون ونحنُ نُوغِلُ في البُعد عَنكِ

نَعم أيَّّتهَا الحقِيقة الغَرّاء كم نَفَرت نُفُوسُنَا من مَرآكِ

وَكم أنكَرَت أُمَمُ الأَرض رَوَائعَ مزاياكِ

أنتِ تُردينَ هِدَايَتَنَا وَنحْنُ في ضَلالِنا عَامِهُون !...

 

                                       من كتاب "بروقٌ وَرُعود "للمؤلّف

 

 

دينارُ داهش

صوتُ الديَّان النذير

 

بقلم ماجد مهدي

 صاحب ومدير ثانويّة النهضة العلميّة

 

أتُراه معجزةً حتى في أدبه !

نعم ! أقولُها ، وكفى بالله شهيداً . فمؤلَّفاتُه التي أغنت الأدب العربيّ والعالميّ منذ أكثر من نصف قرن قد شقَّت طريقها إلى المجد رغم مساعي الطغاة والحاقدين والحاسدين الذين ساءهم أن يتبوّأ داهش – نعم ، داهش الذي لم يدخل المدارس والجامعات ، ولا تتلمذَ على أحد ، بل كانَ تلميذ نفسه ومعلِّمها، ومؤَدّب نفسه ومهذِّبها – ساءهم أن يتبوّأ عرش الأدب . فهم قد شاؤوا هذا العرش سلعةً تُباع وتُشرى ، أو تاجاً يتوارثه حَمَلةُ الألقاب والأوسمة المستزلمون لمن بيدهم السلطانُ والصولجان ..

لكنَّ الحقَّ يعلو ولا يُعلى عليه . فداهش الذي ظَلَمه الأدبُ العربيّ عشراتٍ من السنين ولم يَفِهِ حقَّه ، قد اغتصَبَ هذا الحقّ بقوَّة يُراعته وجبروت كلماته وغزير أدبه .

إنَّ ( داهش ) الذي ملأ مسامع الدنيا بمعجزاته وخوارقه ، والذي أعجز دولة الظُّلاّم ممثَّلةً بشخص رئيسها ومرؤوسيها وكامل أجهزتها ودوائرها طيلة عشر سنوات ، غير متهيِّبٍ إلاَّ الله سُبحانه ، وغير مُتسَلِّح إلاّ بإيمانه وبقلمه ليستردَّ منها حقَّه المغتَصَب ، داهش نفسه يُعجزُ أيضاّ وأيضاً دنيا الأدب ، فتَنثُرُ ريشتُهُ الملهَمة في سمائها ألواناً تتَّحدُ وتتآلف برشاقة عجيبة فتتولَّدُ عنها لوحاتٌ رائعةٌ تتمثَّل فيها بفخرٍ واعتزاز كلُّ الفنون الأدبيّة ، وتستحقُّ أن توضَعَ في صدر المكتبة العربية والمكتبات العالميّة ، وأن تدخُلَ رحاب الكليّات والجامعات لتُدرَّس فوق منابرها .

وما "مذكّرات دينار" إلاّ واحدةٌ من لوحاته ، ومعجزةٌ من معجزاته . فكتابتُهُ ، من ألِفِه إلى يائه ، لم تستغرق غير أسبوع واحد ، يشهدُ بذلك عديد من الأدباء والشعراء الذي عاينوه في ساعات كتابته . وهذه الظاهرة الغريبة ما زلنا نشاهد مثلها اليوم ، فنشهدُ صادقين للدكتور داهش بسرعته في الكتابة مع حِفاظه على روح الموضوع وعمقه ، وإخراجه بالأسلوب الذي يليقُ به .

ويكفي أن نعرف في أية مرحلة من حياته كَتبَ داهش مذكِّرات ديناره لنُدرك أيضاً جانباً آخر من جوانب هذه المعجزة الأدبيّة .

لقد كانت هذه المرحلة فترة اضطهاد للدكتور داهش والداهشيّين ممّن اعتنقوا عقيدته ، الداعية فيما تدعو ، إلى الإيمان الصحيح بالله عزَّ وجلّ ، والاهتداء بتعاليم رسالته السماويّة دون الاكتراث لمواعظ المتاجرين باسم الله ورُسُله ورسالاته .

وكأنَّما شاءت العناية الإلهيّة أن يُخلّد اسمُ داهش بالمجدِ والفخار وأنْ يذهبَ هو ، على الأجيال ، رمزاً للبُطُولة والاستبسال في وجه الظالمين الطغاة ، بينما يُخلّد أعداؤهُ بالعارِ والشنار ويذهبون أبد الدهر مثلاً أعظم للفاسدين العتاة ولانهزام شرورهم ، فراحَ طاغيةُ لبنان ، بكلِّ سلطته وتسلّطه ، ومن خلفه زُمرةُ الإكليروس التي أرعبَها أن يُعيدَ داهش إلى أذهان البشر حقائق الإنجيل المُقدّس ، وأن يُجسّد في شخصه صورة الناصريّ الثائر الذي ساطَ باعة الدين وتجَّار الأصنام وطردهم من هيكل الله المقدّس ، راح هذا الطاغية يسوم داهش شتّى الاضطهادات . فبعد ملاحقته وسجنه جرَّده من جنسيّته اللبنانيّة ، مُرتكباً بذلك جريمةً لم يعرف التاريخ البشريّ مثيلاً لها ، وشرَّده على وجهه . فأصبحَ داهش إنساناً غريباً ، وُلِدَ في الأرض لكنْ ليسَ له وطنٌ ينتمي إليه ، ولا أُمّةٌ يعيشُ معها وإنْ كان يتكلَّمُ لغَتَها . أصبح غريباً عن الأرض وقاطنيها كأنّه جُبِلَ من غير طينتها .

لكنَّ داهش لم يسكت عن الظُّلم الذي حاقَ به فعاد إلى لبنان وأقام على بُعدِ 50 متراً من قصرِ الباغية الذي ظَلَمهُ ، فشهَّره بكُتُبه السوداء أمام الملإِ ، وفضحَ ارتكاباته ، ومزَّق أستار الخِداع والرياء التي اختبأت خلفها تلك الطُّغمة الابليسيّة التي كانت تدفعُهُ وتُحرّكه .

وقد استمرَّت هذه الحالة مدَّة عشر سنوات إلى أن أُعِيدت الجنسيّة اللبنانيّة للدكتور داهش .

في هذا الجوِّ المشحون بالقلق ، وحيثُ كان الموتُ مُترصِّداً لداهش في كلِّ مكان ، وسط إجراءات الأمن المشدّدة والعيون والجواسيس التي بُثَّتْ في كلِّ مدينة وكلِّ شارع وأمامَ كلِّ منزل ، نعم ، في هذا الجوِّ الذي تصطكُّ منه الركاب وتخورُ من هوله العزائم ولِدَ كتاب (مذكِّراب دينار) كما ولِدَ سواه من بواكير داهش الأدبيّة وأُنشئ المتحفُ الداهشيّ الذي ضمَّ روائع الفنون العالميَّة . فكأنَّما كان على داهش أن يُعاني المظلمة ، وأن يؤَدِّبَ الظُّلاَّم ، وأن يُكْملَ في الوقتِ نفسه مسيرته التي بدأها منذ طفولته فيوصل إلى الدنيا صوت رسالته الإلهيّة التي بعثته بها السماء .

كانت السيوفُ المسمومة والرماحُ المسنونة تُحيطُ بداهش ظُلماً وعدواناً ، وكان داهش هناك ، بين جدران غرفته المتهيِّبة لجبروته وصُمُوده ، يُطوِّف ديناره العجيب في أرجاء الكرة الأرضيّة ليشهدَ أعمال البشر والأُمم والدول ، ويُسجّل عليهم جميعاً حسناتهم وسيّئاتهم ، فيكون لهم من ذلك عِبَرٌ ودروس إذا شاؤوا أن يعْتَبِروا ويتَّعِظوا . وإنَّ في ذلك لأمراً مُعجزاً بحدِّ ذاته . على أنَّ السرعة التي كُتبَ بها الكتاب ، والمرحلة الزمنيّة التي رأى فيها النور لا يشكّلان إلاّ مظهراً من مظاهر هذه المُعجزة التي لا تكتملُ إلاَّ بما أتى في الكتاب . "فمذكِّرات دينار " بمضمونه وأُسلوبه هو خَلْقٌ جديدٌ في عالم الأدب ، وقد أطلقَتْ عليه بحقّ الأديبة والفنّانة ماري حدّاد الداهشيّة أسم :" أُوذيسَّة القرن العشرين ".

ولا عجب ، فرحلةُ الدينار شبيهةٌ برحلةِ عوليس ، بطل الأُوذيسَّة . فإذا كانَ عوليس يُعتبر من أعاظمِ أبطال الإِغريق ويُمثِّل في شخصه مطامح وبطولات شعب ، فإنَّ دينار داهش ليس بطلاً ، بل هو إلهٌ معبودٌ يخشعُ له البشر من دون الله ويُجسِّدُ أبعد طُموحاتهم وأبهى أحلامهم وأمانيهم .

وإذا كان عوليس قد طوَّف في بقعة معيَّنة من بقاع الأرض تائهاً عن جزيرته ، متعرِّضاً للأهوال والمخاطر ، فإنَّ دينار داهش قد تنقَّل في جميع أنحاءِ المعمور ، وتعرَّض لمخاطرِ الضياع والتحوُّل ، ودوَّن في نفس الوقت ، وبصدقٍ وأمانةٍ تفاصيل الحياة اليوميّة التي يحياها الأفرادُ والشعوبُ والأمم ، وما يمرُّ في الأفكار ، وما يحدثُ في الدهاليزِ ووراء الكواليس من مآثم وجرائم ، وما تعمُر به الدُّول الراقية من فنونٍ وآدابٍ أو ما تتمتّعُ به من حرّيات .

والدينارُ في كلِّ ذلك قصَّاصٌ ماهر وناقدٌ صارم في انتقاداته واحكامه لا يخافُ معها لومةَ لائم ، علماً بأنَّ آراء الدينار وخواطره ، وهدأته وثورته ، ومديحه وهجاءه ما هي إلاّ عمّا يجيشُ في خاطر الدكتور داهش وما يعتمل في نفسه من مشاعرِ الثورة على شرورِ البشر ومفاسد مجتمعاتهم ، ومشاعر الاغتباط بكلِّ ما يشتمُّ منه عبير الفضائل وما يرى فيه ولو ظلاّ من ظلال الخير .

ولعلَّ أول ما يُفاجئ القارئ ويُثير تساؤله هو أنَّ الدينار ، بعد خروجه من منجمه وتحويله في دار سكّ النقود ، قد استهلَّ رحلته بزيارة ديرٍ من أديرة الاكليروس ، وصوَّر بسخريةٍ لاذعة حياة رجال الدين فيه ، ومطامعهم ودجْلهم واستلابهم لخيرات البُسطاء والمساكين الذي يُخدعون بمظاهرهم المزيّفة . ثم عاد غير مرَّة عبر تجواله الطويل يُفنِّد أكاذيبهم التي يفبركونها باسم معلِّم الأمم ، ويكشفُ الأستار عن المحرَّمات التي يرتكبونها على مرأى من صورة الناصريّ المصلوب .

هذا الموقف من رجال الدين يندرج في الخطّ الفكريّ العامّ الذي ينتهجه مُؤَسِّس العقيدة الداهشيّة والمَطْبوع بعدم الثقة بهذه الطُغمة الفاسدة ، وبالدعوة إلى كشفِ جرائمهم والثورة عليهم وهدم مُؤَسَّساتهم .  

ولرجال السياسة نصيبٌ كبير من ثورة الدينار ونقمته ، بل قُلْ من ثورةِ داهش ونقمته . فالبلايا والشرور التي تعُمُّ العالم هي ، في مُعظمها ، نتيجةٌ لازمة لأطماعهم في التوسّع ، والحروب التي تندلعُ وتكونُ نتيجتُهَا الخراب الشامل ، إنَّما يُشعلونها لأجل الكسب والسيطرة .

لكنَّ الدينار وإن احتقر مستغلّي السياسة ، فإنّه يُمجِّد منهم أصحاب الوطنيّة الصادقة ، ويمتدح "سعد زغلول" وغيره ممّن يُدافعون بصدقٍ وإخلاص عن أوطانهم لردِّ المستعبدين المستعمرين الذين يريدون إذلالها .

فردٌ واحدٌ يتهلّل الدينارُ لرؤيته حتى ليقولُ فيه :" إنَّ حياةَ هذا الرجل الكامل لهيَ أُعجوبةٌ جديرةٌ بأنْ تُسجَّلَ بأقلامٍ سماويّة على طروسٍ فردوسيَّة ". إنه "غاندي" قدّيس الهند المجاهد الذي تملَّك قلب داهش وحلَّ فوق عرشه السامي حتى أنّ أحداً قبله أو بعده لن يرتقي مكانته أو يجاوره . إنه يقول فيه على لسان ديناره :

" لقد أحببتُ غاندي وسأمكُثُ على حبّي إيّاه لأنه يُمثِّل الرجل الروحانيَّ الكامل ، وهذا أندر ما في هذا الوجود الماكر والعالم الزائل ".

ويُكمل الدينار جولته فيُمجِّدُ الشعوب التي نهضَتْ ببلادها ، ويمتدح الحريّة التي تسودُ ربوع أمريكا . فلقد أحبَّ أمريكا لأنها تُقدِّس الحُريّات ، رغم تعلُّقها بالمادّة . وإنه ليتطلّع بشوقٍ إلى ساعة يستفيقُ فيها الشرقُ من رقاده ويُحطِّم قيود العبوديّة ويسير في ركاب الأمم المتحرِّرة .

وللمرأة أيضاً نصيباً من ثورة الدينار وثنائه . فالمرأة في رأيه " هي المرأة في كلِّ زمان ومكان ". فهي لا شأن لها إلاَّ التحدُّث بالأزياء والطعن بأعراض الصديقات . وكم منهن تاجرن بأعراضهنّ لقاء ذلك الدينار الذهبيّ فتفجّرت ثورته عليهنّ . لكنه يمجّد المرأة التي تصونُ عفافها وشرفها . فهو يحزن على (لوسي) الشريفة التي اعتدى عليها صيدليٌّ نذل ، ويطربُ لما أصاب ذلك القاضي الفاسق الذي حاول أن يستبيح شرف امرأة مسكينة ويشتريها به (أي الدينار)، فصفعته تلك المرأة الشريفة وخرجت معتزَّة فخورة ، ثم أنشدت "نشيد الشرف".

وإذا كان الدينار يمتدحُ الإخلاص والوفاءَ النادرين في دنيا الأرض ، فإنّه يصفع الخيانة ، ويراها مجسَّدة بأحطّ مظاهرها في شخص "الخائن المطرود عبد الرحيم الشريف "(1) الذي خانَ سيّده داهش خيانة عظمى بعد سنوات خمس قضّاها في خدمته . فذلك الصلُّ الأرقم والثعبانُ الحقُود الذي ينفثُ سمَّه في أوّل فرصة تُتاح له للانقضاض ، أصبحَ على لسان الدينار مادّةً للتندُّر والتفكُّه ، فيضحك القارئ مليّاً وهو يقرأ أخبار رقصاته وتخلُّعاته الكركوزيَّة التي كان يقومُ بها أمام سيّده داهش وعددٌ من رجال المجتمع آنذاك .

عِبرَ هذه المشاهدات والمواقف ، ومن خلال التسلسُل القصصيّ المحكم يتأكّد لنا أنَّ الدينار هو صوتُ "العدالة الإلهيّة "، ويَتَبيَّن لنا أنَّ هذه العدالة تحكُم عالم الأرض بكلِّ كائناته مثلما تحكُم عوالم السماء . فلئن كان ظاهرُ الأمور والأحداث التي تمرُّ بحياة الأفراد والجماعات يتبدَّى منه الظُّلم البشريّ ، فإنَّ الدينار يؤكّدُ أنَّ عين العناية الإلهيّة الساهرة تُعطي كلَّ إنسانٍٍ ، بحسب استحقاقه، ثواباً أو عقاباً ، وإنْ كان البشر لا يشعرون كيف تُنفّد فيهم أحكامُ هذه العدالة . فمَنْ يزرع خيراً يحصد خيراً . ومَنْ يزرع شرّاً يحصد ألماً . فالجزاءُ يكونُ من نوعِ العمل (2).

ولا بدَّ في النهاية مِنَ القول إنّه إذا كان عوليس في الأُوذيسّة يرمزُ إلى قوّة النفس وصُمودِها في وجهِ التجارب الحياتيّة ، فإنَّ الدينار يقفُ بجبروتٍ ويطلُّ من علاه إطلالة الديّان الذي يحكُم على أعمالِ البشر أفراداً وشعوباً ، مُسْتَعرِضاً جنى الأجيال . فمنذُ ألفين من الأعوام جاءَ سيّد المجد ورمى بذوره في تربة النفوس ، وتَبِعَهُ النبيّ العربيّ مُؤدِّباً ومُقوِّماً لاعوجاجاتها . وقد حان الآن وقت الحصاد . وما هذا الدينار المتعالي على تجاربِ الحياة وغير الخاضع لها إلاّ صوتُ النذير الذي يَئِسَ من البشرِ وحياتهم . فنفوسهم هي هي لم تتغيَّر ، وأطماعهم قد ازدادت زيادةً مُطّردة ، والجشع حفر أخاديده في أعماقهم . فهم يفْنون بحُبِّ المال ، ويقدّسون المرأة ، ويسجدون لظلِّ القويّ ، ويعيشون على المظالم ، ويدجّلون على السماء ؛ وهو يرى من عليائه كابوس الفناء الذرّي جاثماً على هذه الكرة ليعصف بها وبقاطنيها الأشرار ، جزاءً عدلاً .

وبعد , فما قلتُهُ ليس إلاَّ صفحةً من مذكِّرات ذلك الدينار العجيب . ومن يقرأ آراء وخواطر ودراسات الأدباء الألبّاء في هذا الكتاب سوف يجد فيه "خارطة مدرسة فكريَّة " على حدِّ قول العلاَّمة الشيخ عبد الله العلايلي ، أو يرى فيه "صورةً صادقةً جليّة للنفس البشريّة " كما قال نقيب الصحافة اللبنانيّة الأستاذ رياض طه .

ولئن قلنا مع السيّد محمد طاهر الكردي " إِنّه لو لم يكن لداهش إلاّ مذكِّرات دينار لكفاه ذلك فخراً"، فماذا نقول إذن ونحنُ أمام عشراتٍ وعشراتٍ من كُتُبه التي تقدّمها المكتبة الداهشيّة لأبناءِ العروبة والعالم وتضعُها في خدمةِ الإنسانيّة ولأجل هدايتها ؟ لا نقولُ سوى أنها ستخلد في قاموس الآداب الإنسانيّة العالميّة ما بقيت الأرض وخلُدت السماء .

                                                            ماجد مهدي

                                              بيروت ، في 29/1/1980