
نفسي العجيبة
أعجبُ ما حارَ منهُ فكري غرابة نفسي
ذاتِ القلبُ، فيهِ تُرى فريدةَ جِنسِ!
***
يا صاحِ، طورًا تراني في غبطةٍ وسرورِ
وقد ترانيَ أيضًا في غمّةٍ وسعيرِ!
***
يومًا ترانيَ (شرْقًا) يومًا ترانيَ (غَرْبَا)
في الهندِ والسنْدِ يومًا باريسُ تتبعُ عُرْبًا!
***
وتارةً في البوادي أجوبُ بعضً الصحاري
وبعد جَوْبِ القفارِ أجتازُ عُرضَ البحارِ!
***
يومًا أُبَذّرُ مالي يومًا أكونُ شحيحا
وبعدُ، أَلعنُ حالي ثم أُناجي المسيحا!
***
يومًا أُلازِمُ قصراً يبدو مُنيفًا كبيراَ
وبعدُ، أَسكنُ كوخًا تراه كوخًا حقيراَ!
***
وأغتذي بشهيٍّ من طيباتِ الحياةِ
وبعدُ، آكلُ منها أَخَسَّها في النباتِ!
***
يومًا ترانيَ أحظى بأفخم المركباتِ
وبعدُ، أسحبُ رجلي أعدو كعَدْوِ القطاة!
***
يومًا أُحَمِّلُ جسمي أَغلى وأبهى لِباسِ
وبعدُ، أحوي لباسًا رَثًّا يُرى بالقياسِ!
***
يومًا أُثرثِرُ هَزْلاً أو لا، فأصخَبُ جَدًا
وبعدُ، أُزجي دُعاءً إلى الأنامِ وحَمْدَا!
***
يومًا ترانيَ أُلْحي - الحياةَ ثم أَرومُ
وألعنُ(الكائناتِ)، وبعدُ، نفسي ألومُ!
***
هذا ويومًا تراني أبدو بأحسنِ حالِ
وتارةً أنا ذاوٍ حزنًا وكاسفُ بالِ!
***
يومًا عظيمًا جليلاً أزهو بثوبِ الجمالِ
وبعدُ، أبدو قبيحًا قُبحًا عديمَ المثالِ!
***
طورًا تراني جبانًا قلبي، وأُخرى شُجاعَا
ومُرْغيًا باصطحاب أو هادئًا ولَكاعَا!
***
يومًا ترانيَ نارًا ثم تراني رَمادَا
أُحبُّ حُبًّا كثيرًا وبعدُ، كُرْهًا عِدادا!
***
دنياي لا شيءَ فيها يُرضي، وفيه عزائي
آهٍ! ولا شيءَ فيها يَهدي، وفيه رجائي!
حالاتُ نفسيَ تحوي عناصرًا من جنونِ
والحقُّ لا عَيْبَ فيه وذاك حّقُّ اليقينِ!
باريس، في شهر نيسان 1935