info@daheshism.com
غضب النبي الحبيب من آثام البشر:

 

البطش

 

أيها الأبله! سيطرْ على من تعرفهم من بني الإنسان

ودعهُم خدمك وعبيدكَ دون أن تدع مكانًا للشفقة والحنان

وروضهم بالقسوة والعُنف كما تُروضُ ضواري الحيوان

ثم سيِّرهُم لقضاء شُؤونك في البلدان

ولا تندم على قيامك بهذا حتى مع أقرب الأصحاب والخُلان

فإنَّ بينهم من وقفوا في طريقك وهُم ذئابٌ في ثيابِ حُملان

 

 

 

طلاسم

 

أسأل نفسي: تُرى مَنْ أنا، ومَنْ أكونُ في الكائنات؟

وأينَ كنتُ قبل أن أزُورَ لهذه الغبراء؟

ولِمَ كَوِّنتُ رَجُلا ولَم أُخْلَقْ مِنَ النساء؟

وماذا يكونُ لَو لَم آتِ مِنْ عالَمِ الخفاءِ العجيب؟

ثمَّ إلى أين سأنطلقُ عندما يدعُوني الحِمامُ الرهيب؟

راجعُ مَليًّا كلَّ هذا، ولكني لم أفُزْ بِحَلٍّ لهذه الطلاسِمِ  والمُعّميات

 

 

أين الحقيقة؟

 

انتهيتُ... وتاهتْ خيالاتي الدقيقة

إذْ حاوَلْتُ الاهتداء إلى كُنْهِ الأَزَل

وحلَّقْتُ بتفكيري عاليًا، تاركًا دُنيا الهَزل

علَّني أجِدُ أسرارَ الحقيقةِ وأهتدي

فأُبشِّرَ بها الكونَ وأكون المُبتَدِي

ولكني عُدتُ والجهلُ يغمرُني، بعد سياحَةٍ استغرقَتْ دقيقة!

 

 

طموح

 

جمحتْ بي مطامحي وهي تُطالبُني بأعلى الأمجادِ

وتقولُ لي: "ولِم لا تكونُ بينَ العِبادِ سيِّدَ الأسيادِ؟

ولِمَ لا تَبطشُ بأعدائِكَ الأَلِدَّاءِ بَطشةَ الآسادِ؟

ولِمَ لا تبقى دائمًا في طَعنٍ وجِلادٍ وإبراقٍ وإرعادِ؟

ولِمَ لا تُقطعُ للأعادي تلكَ الأطرافَ والأيادي؟

ولِمَ لا يَسُودُ نَسْلُكَ على الآجالِ والآبادِ؟"

 

 

ابتِهال

 

أجعلْ فَتاكَ، يا إلهي، نَسْرًا قويًّا مُحلِّقًا في الفَضاءِ قبلَ انتِهاءِ الملحَمة

ولا تَدعْهُ حَمَلاً وادِعًا يَنهَشُ الذئبُ الشريرُ جَنَانَهُ وجُثْمانه

فالقويُّ يسُودُ هذا الكونَ ويبسِطُ عليه سُلطانَه

ويتمتَّعُ بخيراتهِ العديدةِ دونَ أن يَردَعَهُ رادع

أمَّا ذلك الضعيفُ المسكينُ الوادع

فيُعتَدَى عليه، وهو لا يذكرُ للِنَّاس سِوى الرحمة

 

 

يا ليل

 

أيُّها الليلُ، حدثْني عن تذكاراتي المُتواريَةِ وآمالي العجيبة

أنتَ ليلُ البائسين والحزانى اليائسين

أنتَ ليلُ العاشقين، وستارُ المُغْرمين الهائمين

أَنتَ ليلُ الأشباحِ الحائمِةِ والآمالِ المعسُولة

أمَّا ظلامُكَ، أيُّها الليلُ، فهو في عيني كظُلمةِ نفسي الكئيبة

 

 

نقمة

 

أيَّتُها الرياحُ الهَوجاءُ، اعصفي واصْخبي قدْرَ ما تشائين

ويا أيتها الزوابعُ، طُوفي وجُوبي سائِرَ الآفاقِ والأقطار

حَلقي في أسحقِ الجبال العالية، ثم حُطي في أَعمقِ الإغوار

حطِّمي رَفيعَ المنازل، ودُكِّي الحُصُونَ والمَعاقِل

اندفِعي أيَّتُها المُنتقِمَة، وهدِّمي الصُّرُوحَ المنيعةَ والقُصُورَ الأَواهِل

ثمَّ اجتاحي الدُّنيا بأهوالِكِ، وادفَعي قاطِنيها إلى مَدافِنِ الراقِدين

 

 

 

الخائِن

 

يا مَن حَبِلَتْ بهِ أُمُّهُ بالدَّنسِ الملمُوس والجُرمِ المشهُود

أيُّها الوغْدُ اللئيم والحقيرُ الذَّميم

يا ابنَ الرَّذيلةِ الزَّنيم والمُجرْمُ الأثيم

يا خَدينَ الأَفَّاكين وقَرينَ السَّفَّاكين

يا يَهُوذا الإسخَر يُوطيّ، يا أَبا الأَوغادِ والشياطين

لِتُلْعَنْ مَدى الأجيالِ ساعةُ مُولِدِك، ولْتُمحَ أنتَ مِن سِفرِ الوجُود