info@daheshism.com
نبوة النبي الحبيب, دعوته لهداية الناس إلى الفضيلة   نبؤات بمجيئه:

 

كلمة عام 1935

 

لقد توارى عام 1935 بآلامه المبرحة، و شؤونه المدلهمة، و إحداثه القاتمة المرعبة؛ و ها أنا ألج باب العام الجديد ، بقلب واجف خافق، و نفس حزينة حيرى، و روح تائهة في فضاء المجهول، و دموع مدرارة حرى ، وكيان تتوزعه شتى الميول المتضاربة، و جسد يتنازعه كثير من الرغبات غير المستحبة...

و لكني أشعر في قرارة نفسي بصوت جبار تهتز منه أعصابي، و ينخلع له فؤادي ، و هو يهيب بي لأن أسحق تحت موطئ قدميّ أفاعي التمنيات المرعبة الشوهاء، و أن أقود جميع الأعمال الغير المرضية التي حاكتها يدي تحت جناح ليالي العام البائد، و أن أحاول، جهد المستطاع، أن أتغلب على ضعفي البشري الموروث، وأن لا أقدم عل  أعمال يتندى لها جبيني خجلاً و حياء، و كي لا أقف يوماً أمام نفسي الخفية الحكيمة موقف الذل و المهانة و هي تحاكمني على ما اقترفته من إثم رهيب، و نقيصة بالغة، و من ثم تحكم عليّ بعذاب الضمير عذاباً أبدياً، و آلام الروح آلاماً سرمدياً، ثم الابتعاد عن وجه النور، وجه الحقيقة، وجه السعادة، وجه السناء، وجه البهاء، وجه الأمل العذب المرتجى، وجه ما ينشده الماء والهواء والفضاء و السماء، وجه من يتطلع إليه جميع الأحياء دون استثناء، وجه من تتمناه جميع المخلوقات معروفها و مجهولها، وجه الحقيقة الحقة العادلة، وجه الخالق عزّ و جلّ...

اللهم قوني و سدد خطواتي نحو طريق الفضيلة و الكمال، و لا تحجب نورك المرشد من أمامي كي لا أتعثر بعد ذلك في طريق الظلام الشامل، و كي لا أقاد إلى مهاوي الجريمة و الفساد. و دعني بقوتك الإلهامية أسير سيراً ترضاه الفضيلة و تطمئن له أعماق الخفية فأسعد بعد انقضاء أيامي القصيرة المحدودة، و أذهب هناك حيث لا كآبة و عناء، بل كل سعادة و هناء...

الدكتور داهش