
نفس تتقلَّب في الجحيم
أُفًّ لكِ يا دنيا! ما أكثر مُراوغتكِ وما أوسعَ حيلتك!
عظيمةٌ هي أحزاني التي تشيعُ في أنحاءِ نفسي المُتعبة!
أنا بائسٌ، مُعنى القلب، وتاعسُ الحظ!
الآلامُ لا تفارقُني، منذ سنواتٍ طويلة!
والأحزانُ المُترعةُ فاضت بها كأسي، فتدفقت دونما شفقة!
والأفكارُ السوداويّة لم تغادرني منذ عرفتُ معنى الخير والشرّ!
والاضطرابُ بقي سائدًا في طريق حياتي الغير المنسجمة!
والحبٌّ الذي رقبته كثيرًا،
سُرعانَ ما تهدم وتحطم من ضربات القدر، وعفت آثاره!
واللوعةُ كان لها النصيبُ الأكبرُ لديَّ،
فحلَّتْ على الرحب والسعة!
أواه! ما أيأسَ ما أنا فيه!
وما أكثر البؤس الشنيع الذي لاقيته وألاقيه!
والموتُ! كم نشدتُه... ولكن عبثًا!
وكم طلبتُه... ولكن كالعازف على القيثار للصخر الأصمِّ
ليت (الآلهةَ) تنظرُ إلى حالتي وترثي!
ليتها تُعيدني إلى (موطني) الذي (أوفدتني) منه
إلى هذه الأرض الشقية!
ليتني ما رأيتُ نورَ هذه الدنيا
التي لا يحيا فيها غيرُ الأكاذيب والأباطيل!
ليتني لم أُولدّ
وليت (العدم) لم يأمر بلفظي إلى هذه الدنيا الكثيرةِ الشُرور!
أوْهِ! إنَّ فقدانَ شخصٍ واحدٍ من طريق حياتي
دعاني أن أنقلبَ هذا الانقلاب العظيم،
ودعا هذا التغيير الكبير أن يطرأ على سيرِ حياتي،
حتى أصبحتُ أعاني ما أعانيه من شقاء!
فمتى، يا إله السماوات،
تأمرُ باستردادي إلى المكان الذي ذهبتْ إليهِ
مَنْ كانت لديَّ كلَّ شيءٍ على هذه الأرض الفانية؟
تُرى، وهل يطولُ ذلك؟
بيروت، 14 آذار 1938