
اهداء الكتاب " الإلهات الست "
الى الجدول الرقراق المتدفق بلطفٍ دون أن نعيرة اهتماماً.
الى الإكسير الإلهيّ الخالد الذي لا نريد أن تتذوّقه ارواحنا الخشنة.
الى الطيف الشفاف الذي يجوب عالمنا كي بہدینا فلا نهتدي .
الى النور الساطع الذي يبدِّد عنَّا الظلمات الداجية فلا نرعوي .
الى الخضمّ الجبَّار الذي لا نجرؤ أن نخوض أعماقه وضح النهار .
الى المهند البتَّار الذي سیجزُّ رؤوس كافة الفجَّار والكفَّار.
الى البطل المسلِّط علينا أشعته الحقيقية ، فنقذفها بنبالِ باطـلنا الدنيَّة .
الى الرفيق العلويّ ، والصديق الأبيّ، والخلّ الوفيّ .
الى الحبِّ الشامل، والأمل الکامل ، في هذا العالم الخامل .
الى البلبل الصدَّاح بمرح ، دون أن نصغي الى أنغامه العذبة .
الى الناظر الينا بحزن ، المتألم لجهلنا، المُنذهـل لغرورنا .
الى الأمنية الجذابة الراغبة في الاندماج بنا عبثاً.
الى الضيف المطرود من جمـيع أمم الأرض وقبائلها.
الى المُثخَّن بالجراح المُميتة ، والمطعون بحراب وحوش البشر الغُلظـاء.
الى الناظر الى القرون والأجيال الزاحفة .. نظرة هزءٍ وزراية .
الى الروح الطليق السابح في الكواكب المتألِّقة الخالدة .
الى الشعلة الإلهيَّة الملتهبة، المستمدّة أنوارها من لدن الله .
الى الصفاء و النقاء ، والطهر والبهاء .
الى الحقيقة المنبوذة التائهة في صحراء هذا العالم التاعس الفاسد
أُهدي هذا الكتاب.
بيروت 15 تشرين الثاني ١٩٤٢.
داهش