
وسألتني السنديانة
سألتني السنديانةُ: لِمَ لَمْ يخلقني اللهُ طيرًا طليقًا؟
صادحًا في الغابات طروبًا، أشربُ الماءَ النميرا
جائبًا جبالاً شامخةً، كونتْ منذُ آلاف السنين
لا همَّ يضنيني أو ضير يُشقيني، فأراني في الفضاء ملكًا وأميرا
أحلِّق نحو الأعالي مُزقزقًا جذلاً، وخالقي حدَّد لي مصيرا
أنتقلُ من غصنٍ إلى غصن، لا أخافُ ذئبًا شريرا
أنام ملءَ عيني في أعالي شجرة، جمالها الوارفُ يبدو مُثيرا!
***
أجبتثها: لا تشتكي مما بكِ، فخالقُ الأكوانِ، يجعلُ العسير يسيرا
أو لا تدرين أنكِ تُسعدين من يصنعون من خشبكِ سريرا؟
أو مائدة طعامٍ تجلس عليها حسناءُ لا ندري لها مصيرا؟
أو مكتبةً تضمُّ رفوفُها كتبًا، بعضها لكاتب لوذعي صارَ شهيرا؟
ومن أغصانكِ تُصنعُ عصيٌّ نضربُ بها الحميرا
ومقعدٌ من فروعكِ يُثبت بمسامير ونجلِّل به البعيرا
ويُصنعُ من خشبكِ سقفٌ متينٌ يمنعُ عن الناسِ الهجيرا
كما تُمتَّنُ أبوابٌ بالواحٍ منكِ فتُعجزُ عن اقتحامها لصًّا شريرا
أو يُصنع منكِ مهدٌ يهدهدُ طفلاً جميلاً طريرا
وإذا مرت بكِ قافلةٌ أضرَّ بها السعيرُ، فكانَ لها نِيرا
تقيَّأتْ ظلالكِ وكنتِ لها نديمًا وسميرا
فاقنعي بما أنتِ بهِ، وكان اللهُ لكِ مُجيرا.
الولايات المتحدة الأمريكية
الساعة الواحدة بعد الظهر
تاريخ 27/4/1976