info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة السابعة العدد الأول صيف 2001

 

صوت داهش

السنة السابعة العدد الأول صيف 2001

 

صوت داهش

في عامها السابع

 

بصدور هذا العدد تدخلُ مجلَّة “صوت داهش“ سنتها السابعة. وكالعادة، مع إطلالة كل عام جديد من عمرها نحتفل بذكرى ميلاد من تحمل اسمه وصوته (مطلع حزيران)، ونستمدُّ شجاعة وثباتاً وزخماً جديداً من تعليمه ومن نسغ الحياة الذي زوَّدنا به. فلولا الدكتور داهش لما أتيح لهذه المجلَّة أن تجعلَ من صفحاتها منبراً للحقّ والخير والجمال، وصوناً لهداية روحيَّة مُتعالية فوق الصغائر الدنيويَّة والعصبيَّات الطائفيَّة أو الإقليميَّة، ودعوة صادقة للسلام العالميّ والإخاء الإنسانيّ والعدالة بين الشعوب، كما للنظر إلى الأديان كفصول مُتكاملة في كتابِ الهدى الواحد. لقد عانى الدكتور داهش عذاب اضطهادٍ هائلٍ أنزله فيه الرئيس اللبناني الأسبق، بشاره الخوري ( ١٩٤٣ - ١٩٥٢ ) بالاشتراك مع زبانيةٍ له من رجالِ دينٍ وسياسة، وذلك مُناهضة لدعوته النبيلة إلى حرِّية التعبير والاعتقاد، وإلى التسامح الدينيّ والأخوُّة البشريّة. لكنَّ عذابه لم يذهب سدی، بل زاد نجمه سطوعاً في سماء العالم. فالرجال الهُداة من أمثاله يخلَّدون. ومن المُحال أن يسقط التاريخ من ذاكرته المُصلحين الإنسانيِّين وعباقرة الأجيال. فالأنبياء والرسل، وكذلك الهُداة الروحيُّون من أمثال سقراط وبوذا وغاندي، تزداد أسماؤهم تألُّقاً كلَّما امتدَّ الزمان، بقدر ما تتضاءل قيمة مُضطهديهم.

 

وفي خلال الأعوام الستّة الماضية ازدَهَت صفحات هذه المجلَّة بنحبةٍ من الأقلام الغنيَّة والبصائر النيَّرة من مختلفِ البلدان العربية، كما من المفكِّرين والأساتذة الجامعيين في أمريكا وكندا وأوروبا، فعُولِجت في قسميها العربيّ والإنكليزيّ مُعالجةً رصينةً قضايا حضاريَّة وتاريخيَّة وأدبيَّة ولغويَّة وفنِّية وعلميَّة ودينيَّة وميثولوجيَّة وطبِّية وتربويَّة، فضلاً عن إيضاحٍ للمبادئ الروحيَّة الداهشيَّة. كذلك حملت صفحائها مراجعات لكثير من الكتب النفيسة ونخبة مرموقة من الروايات والأقاصيص والقصائد. زد إلى ذلك أبواباً ثابتة تزفّ إلى القراء، في كل عدد، مختارات فذَّة من كتاباتِ مؤسّس الداهشيَّة المُلهمة، مع أهم الأخبار العالميَّة والعلميَّة والإحصاءات الحديثة.

ومن يُلقِ نظرة شاملة على الأعداد الصادرة الخمسة والعشرين، يجد المجلَّة أشبه بموسوعة مستمرَّة، حوفِظَ في معالجة موضوعاتها على النهج الأكاديمي كما على المعة الفنية والأدبية. وإنَّنا لنفتخر بثناء القرَّاء وتشجيعهم لنا على جَبهِنا للصعوبات الكثيرة، وتمسُّكنا بمستوى المجلّة الرفيع وإخراجها الأنيق وضبطِ نصوصها بالحركات ضبطاً شبه كامل، في زمنٍ امتنعت فيه الصَّحافة عن تحريك النصوص، وندر التحريك حتى في الكتب الأدبيَّة.

وإذ نأمل استمرار مؤازرة المفكِّرين والأدباء لنا، نشكر لهم عونهم وإمدادهم إيَّانا بالفاخر من عطائهم، كما نشكرُ لجميع العاملين في هذه المجلَّة جهودهم المُباركة. *

 

هيئة التحرير