info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الرابعة العدد الأول حزيران 1998

 

صوت داهش

السنة الرابعة العدد الأول حزيران 1998

صوت الحضارة الآتي من المستقبل

 

ببهجةٍ عارمة نحتفل، في مطلع حزيران ) يونيو(، هذا العام، بالذکری الثالثة لولادة صوت داهش التي تصادف ذكرى ميلاد الدكتور داهش التاسعة والثمانين.

ومع دخول هذه المجلة عامها الرابع يحسن أن نستشرف الماضي لنرى ما أنجزناه، وأن نستطلع المستقبل لنرى ما بوسعنا إنجازه.

لقد حرصت صوت داهش على أن تحمل دائما صوت مؤسس الداهشيَّة، صوت الحقيقة والفضيلة والحريَّة، صوت الحضارة الآتي من المستقبل نافخاً في بوق المحبَّة والعدالة والقيم الإنسانية، صوت الجرأة الأدبية المجدولة سوطا لاذعاً على الفساد والطغيان والعصبيَّات العمياء كما على الأباطيل والأوهام والعقائد المتهرئة.

 

حوالى مئة وخمسين كتاباً خطَّها قلم داهش المُلهم خائضاً مختلف الميادين، كلٌّ منها يصدر بالعربية والإنكليزية والألمانية والفرنسية والروسية والإسبانية. عشرات من الدراسات المنهجية التي وضعت في شخصيته العبقرية وأعماله الخارقة ورسالته الروحية ومؤلفاته الفذَّة . مُتحفٌ شامخ في قلب نيويورك يضمُّ أكثر من ألفي لوحة فنية اختار معظمها بنفسه من حواضر العالم أو تصوَّرها خياله الجبَّار فنفَّذها كبار الفنانين وفقاً لمشيئته .

 

حوالي ربع مليون كتاب جمعها في حياته لتؤلف المكتبة الداهشيَّة. هذا بعض تراث داهش الذي نفخر به ونسعى إلى إفادة الناس منه .

 

و باستلهامنا تعاليم الدكتور داهش ومثُله العليا كان لا بدَّ لهذه المجلة من التركيز على السبيل التي ترتقي بنا وتقربنا من الكمال الإنساني، فألقينا الضوء على سيرِ أعلامٍ من الرجال والنساء الذين كانوا معالم بارزة في تلك الطريق وما تفرَّدوا به من أفكارٍ سامية ومواقفٍ نبيلة مهرَت التاريخ كذلك خاضت المجلَّة ميادين واسعة في مختلف العلوم والآداب والفنون. والمقالات والأبحاث الشائقة التي نشرت فيها، على تنوعها، كان يصل بينها خيطٌ واحد: الحرص على الحقيقة والعلم الصادق.

 

ففي هذه الذكرى نُحيِّيكَ باعتزاز، یا مؤسِّس الداهشيَّة الخالد مُكبرين تُراثك العظيم الذي يشمخ على مطلِّ القرن الحادي والعشرين هيكلاً عملاقاً من الأدب الجميل والفكر السامي والفنِّ الرائع؛ هذا التراث الذي لولاه لما ولدت هذه المجلَّة، ولما توثقت الأواصر بين الألوف من مناصريها شرقاً وغرباً، ولما أضاءت منارة الأمل لهداية التائقين إلى الخروج من خضمِّ الضياع والضَّلال والفساد.

 

ولا يسعني، وأنا أستشرف الجهد الكبير المبذول في الأعوام الثلاثة الماضية، إلا أن أُثني على جهاد كل من عمل دائباً في أسرة تحرير هذه المجلَّة وكلِّ من تطوَّع للمشاركة في حمل أعبائها أو أسهم في الكتابة فيها ورفع شأنها. كما أشكرُ لكلِّ من دأب على المساعدة في تنضيدها وطبعها وتوزيعها۔

 

أخيرا، تتطلَّعُ أسرةُ التحرير إلى العام الرابع وملؤها الحماسة والعزم على تزويد هذه المجلَّة بكلِّ جديد ومفيد مما يُزيدها نجاحاً على نجاح. فإننا صمَّمنا على جعلِ صوت داهش مجلّة رائدة في عالم الثقافة والقيم الإنسانية المُثلى، صوت الحضارة الآتي من المستقبل. وبذلك نُحقِّق آمال قرَّائنا الكرام و توقعاتهم.

 

د. غازی براكس