info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الحادية عشرة، العدد الرابع، ربيع 2006

 

صوت داهش

السنة الحادية عشرة، العدد الرابع، ربيع 2006

 

تقدُّم الحضارات

مُرتبطٌ بارتقاءِ العقلِ والسلوكِ معًا

 

يذكرُ المؤرِّحون أنَّه في القرن الخامس (ق. م.) تعاونت المدن اليونانية المُتخاصمة لحشدِ جيشٍ صغيرٍ استطاع الانتصار على الجيش الهائل في معركة ماراثون ثم سالأميس؛ لكنَّهم لا يظهرون الأسباب الحقيقية لذلك الانتصار غير المتوقَّع الذي لولاه لأصبحت اليونان كلّها مُستعمرة فارسية. وباستيحائي السببيَّة الروحيّة والجزاء العادل وفق المفاهيم الداهشيَّة، أظهرت أن ذلك الانتصار كان ضرورياً ، وفق نظامٍ إلهيّ ثابت، للتمهيد لظهور هداية روحيَّة ستنشئ حضارة تصبح من أهمِّ الأسس التي نهضت عليها الحضارة الغربية طوال ألفين من السنين. وهكذا ظهر بريكليس، أعظم وأنزه حاكم عرفته اليونان و سقراط وأفلاطون ومفكّرون وأدباء وفنَّانون عظامٌ كثيرون. فالشعب الأثيني، بالرغم من عصيانه الإصلاح الخلقي، أُعطي الرحمة ووُضِع في الامتحان؛ فسقط فيه، إذ حَكَم ممثِّلوه بالإعدام على سقراط، حامل مشعل الهداية له. وكانت العاقبة أن تحقَّقت نبوءته بمضطهديه، فتسلَّط على اليونان أعداؤها، وتواصلَ ذبول حضارتها (ص ۸ ).

 

في مجال التقدُّم الحضاريّ يظهر د. ماجد فخري مقوِّمات التقارب الحضاري بين الإسلام والمسيحيّة والغرب منذ بعثة الإسلام حتى العصر الحالي (ص ۳۰ )؛ وتوضح د. سميرة ماضي، في دراستها الآراء الشيخ خالد الإصلاحيّة، أنه يری أن الإسلام أكّد المساواة بين المرأة والرجل في آيات كريمة وأحاديث شريفة أُسيء فهمها؛ ولذا يجب مُساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، وتخطّي التقاليد الشعبيَّة لأنَّها غير مقدَّسة (ص ۲۰ ). ويناقش الأستاذ الأعرجيّ مستوى التفكير العقلاني غير المرضي في العالم العربي بالرغم من

اهتمام القرآن والرسول الكريم بالعقل والعلم، واهتمام العرب العباسيين بالثقافات الأخرى، وبالتدوين الذي افتتح " عصر إبداع "، وأصبح أساساً لحضارةٍ عربيّة إسلاميّة مزدهرة (ص ٤١).

من جهة أخرى، تبحث د. مها العطار في تطوير النثر من عصر النهضة إلى العصر الحديث. تشير إلى أن نثراً سهلَ الأسلوب ظهر مع الجبرتي ثم الطهطاوي وأحمد فارس الشدياق والبساتنة (ص 5۸). وتعالج فاطمة ناعوت قضية ترجمة الشعر، فترى أنها تقتضي تكيُّفاً ومرونة وذكاء، لأنها يجب أن تكون فعل إبداع، لا ترجمة حرفية، وإلا أفرع النص من طاقته الشعرية (ص ۶۷ ). ويحلّل كمال الرياحي أسباب عودة الأديب الجزائري رشيد بوجدرة للكتابة بالعربيَة، بعد كتابته الطويلة بالفرنسيَّة، فيعيدها إلى ضغوط نفسية. . . وارتباط الكاتب بالفضاء والإنسان العبريّين‘‘(ص ۸۰).

في القسم الإنكليزيّ يعرض د. سالم تاريخ استخدام الصفر، بدءا من نشأته في ما بين النهرين إلى انتقاله إلى الهند ثمَّ عودته إلى العراق في عهدها العربي الذهبي، وأخيراً انتقاله إلى أوروبا (ص 4 ). ويقيم د. جورج الحاج مقارنة بين أبي تمّام والبحتري، فيظهر تأثر شعر الأول بالثقافة المُختلطة الجديدة، وانجذابه إلى التجديد البدیعی؛ في حين أن البحتري التزم الخطَّ الأدبيّ الكلاسيكي (ص ۱۰). وتُتابع هند مستاري بحثها السيكولوجي الأدبي في عالم همنغواي، مركِّزة على روايته الشمس تطلع أيضا‘‘ (ص ۱۷ ).

 

ويضم هذا العدد أيضا قصّة للدكتور داهش برَّر بأسلوبٍ مشوق سطوةَ الشهوة الجسديَّة على الإنسان، حتى لو كان ملاكاً متجسِّدا (ص ۵۲ ). كذلك يحوي رسالة غير منشورة عن الحرب الأهلية اللبنانية من د. أنطون كرم إلى صديق له (ص ۹۲ )، فضلاً عن

 

قصيدتين للدكتور جميل ضاهر وصلاح كناكري (ص 56). *

 

رئيس التحرير