info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الثانية، العدد الأول  حزيران 1996

 

صوت داهش

السنة الثانية، العدد الأول  حزيران 1996

 

ذكرى وعهد

وافق صدور هذا العدد من صوت داهش في مطلع حزيران ۱۹۹6 ذكرى انقضاء عام كامل على صدور أول عدد منها، كما يوافق الذكرى السابعة والثمانين لمولد الدكتور داهش. والحقيقة أن اقتران صدور المجلَّة بذكرى مولده لم يكن وليد الاتفاق، بل إن أسباب عديدة دعت إليه، في رأسها اثنان . السبب الأول أن مولد الدكتور داهش إنما يرمز، عندنا، إلى مولد الحقائق الجديدة التي نادى بها، وإلى القيم السامية التي جسَّدها في حياته؛ وهي حقائق وقيم جديرة بأن تنتشر في العالم أجمع. فالرجل، مع أنه ابن الشرق، ذو نزوع إنسـاني روحيّ يتخطَّى به الحدود القومية، فيخاطب الإنسان، كلّ إنسان. كما إن له من أبعاد شخصيته الغنية وجهاً حضارياً مشرقاً إذا صحَّ أنَّ الحضارة هي، قبل كل شيء، مستوى نفسي يتجلَّى في الاحتكام إلى العقل، والتزام المُثل العليا في السلوك، والشغف بكل جمال أصيل. أما السبب الثاني، فهو أن في رأس أهداف المجلَّة، من خلال منحاها الإنساني الروحيّ، التعريف بتراث الدكتور داهش، والبحث في أدبه وفكره، واستلهامه في نشر كلّ ما هو أصيل وصادق وحق سواء في العلم أو الأدب أو الفن... حتى ليبدو طبيعيا جداً أن تحمل المجلَّة اسمه .

 

وإنه ليسرنا، في ذكرى مولد الدكتور داهش السابعة والثمانين، أن ننشر في هذا العدد كلمة مُترجمة عن الفرنسية قالتها فيه الأدبية اللبنانة السيّدة ماري حداد، رئيسة نقابة الفنانين في لبنان سابقاً، وذلك في الذكرى السابعة والخمسين لمولده (انظر ص 26). هذه الكلمة إن أسفرت عن شيء، فعمَّا تنطوي عليه شخصية الدكتور داهش من عظمة وسمو، فضلاً عمَّا يكنُّه له قادروه من إعجاب وإكبار. والجدير بالذكر أن السيّدة حداد فرضت نفسها على التاريخ بمواقفها الجهاديَّة الخالدة، وبما تحمَّلته من اضطهاد شرس من أجل إيمانها بتعاليم الدكتور داهش، وذلك في عهد الرئيس اللبناني بشاره الخوري )١٩٤٣-۱۹٥٢(، زوج شقيقتها لور. كما إننا ننتهز فرصة انقضاء عام على صدور المجلَّة، فنعاهد القرَّاء الكرِام على المضيّ قدماً في رفع مستواها، سواء من حيث الإخراج أو تنوع الأبواب أو عمق المعالجة، وذلك في إطارها الثقافي العامّ. وإذا دعتنا ظروف قاهرة إلى إصدارها الآن فصلية، فإن من مطمَحنا في المستقبل ونأمل ألا يكون بعيدا أن نجعلها شهرية ، يحثنا على ذلك ما يردنا من كلمات إعجاب وثناء، منها: "أنتم واحة في صحراء غربتنا. أنتم قنديل يضيء عتمة سفرنا في هذا العالم الغريب " (د. جورج نقولا الحاج)؛ ومنها: إنها [ المجلة] عظيمة فعلاً. إن شعبنا بحاجة ماسة لمثل هذا الإنتاج والمواضيع الرائعة.“ )الخوري د. لبيب قبطى رئيس تحرير مجلَّة البشری“.) أجل، إننا نعاهد القرَّاء على تحقيق ما يرجونه منَّا بالرغم من المصاعب الجمّة التي تعترض إصدار مجلَّة ثقافية عربية، كصوت داهش، في بلاد الاغتراب؛ وليس أهونها (أي المصاعب) أن المجلَّة غير تجاريَّة، وأنَّها تحرص على مستوى فكري وأدبي رفيع قلَّما بلغته مجلَّةٌ سواها .

وإذا كان لنا من حقٍّ على قارئنا الكريم، فأن يمدّنا بآرائه أو نقداته؛ فإن المجلَّة مُشرَعة الأبواب لكل رأي رصين ونقدٍ مسؤول. *

 

هيئة التحرير