info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الثالثة عشرة، العدد الأول، 2007-2008

 

صوت داهش

السنة الثالثة عشرة، العدد الأول، كانون الأول 2007-2008

 

متى تسود العالم الأخوة الدينية والإنسانية؟

 

في ضوء الداهشيَّة، تُحرِّك الأحداث العامَّة، كما الخاصَّة، سبَّبية روحيَّة مبنية على العدالة الإلَّهية وعلى نظام کونيّ شامل تتواصل فيه سلسلة الحياة من الأزل إلى الأبد، وترتبط النتائج بأسبابها مهما بعُدت عنها. وللرسالات الروحيَّة تأثير بالغ وطويل الأمد في ما يعقبها من أحداث. هذا ما حصل بعد البعثة الإسلامية وتعاقب الخلفاء الراشدين مع عمر بن عبد العزيز. وكان من ضمن الغايات الروحيَّة المُقَّدرة للبعثة الإسلامية قيام فتوحٍ واسعة أدَّت إلى تأديب الدول المُنحرفة عن روح تعاليمها الأصليَّة المقَّدسة (رئيس التحرير، ص 6 ). و مفهوم وحدة الأديان الذي هو أساسي في الداهشيَّة كان أيضا أساسيَّا في تفكير خالد محمد خالد، وفق د. سميرة ماضي، وكذلك النزعة الإنسانيَّة التي رآها تدخل في جوهر الأديان السماويَّة كلّها. أمَّا غاية الوحيّ الإسلامي فإخراجُ " الناس من الظلمات إلى النور ". وهذا راه خالد يقتضي هدم الخرافات وإعلان سيادة العقل والقيم الروحيَّة والدعوة إلى الأخوة الإنسانيَّة، وأن لا إكراه في الدين (ص ۱۹ ). ويكتب حلمي سالم عن ُمفكّرٍ مُجلٍ هو د. عبد الرحمن بدوي، فيشير إلى أن ثقافته الشاملة وتأليفه الخصب المتعدِّد الحالات يعودان إلى عدَّة عوامل منها انتماؤه إلى جيل إرساء القواعد، وكونه أستاذاً جامعيًّا درس الفلسفة والفكر بجميع فروعهما (ص ۳۰ ). ويكتب محمد شعير عن مُفکرٍ بارز آخر هو د. إدوارد سعيد، صاحب كتاب الاستشراق الشهير الذي فضح تناقضات المستشرقين. إختار سعيد الطريق الصعب لنفسه ولل’’مثقف، ليُقلق السُّلطة مُخاطرا براحته وحياته؛ ذلك بأن المثقَّف، برأيه، يجب أن يكون ذا رسالة فكريَّة أو موقف تجاه المعتقدات التقليديَّة. وقد أشار شعير إلى بعض مراحل من حياة سعيد أثار فيها عواصف بوجه أعلام المستشرقين (ص ۳۹ ).

في المجال الاجتماعي تناقش مي علوش دور النساء في العصور القديمة والمتوسطة؛ فترجِّح، وفق رأي نفر من الدارسين، کونهنَّ السبَّاقات إلى الأعمال الزراعيَّة وبناء أمكنة السكن، ثم مضارعتهن الرجال في الأعمال التجاريَّة والغزل. وتشير إلى شاعرات ومعلِّمات ومفكِّرات بارزات ظهرن في اليونان والعهد الروماني. ولا تنسى الكاتبة شاعرات العرب (ص 55 ).

وفي الخطِّ نفسه يظهر د. علي حويلي ملامح من النهضة النسوية العربيَّة المُعاصرة. فبعد التخلُّف وشبه الإقامة الجبريَّة بدأت المرأة العربية تنطلق إلى تشكيل الحركات النسائيَّة والمشاركة في المؤتمرات الدوليَّة، والتقدُّم في عالم الثقافة ولصّحافة، فضلاً عن عملها في المجالات الاقتصاديَّة والاجتماعيّة والتربويَّة والسياسيَّة (ص ٦٢).

وتُناقش ناعوت عمل الترجمة مُعتبرة إيَّاها ضرورة حضاريَّة. فتنطلق من رواية بورخيس "البحث عن ابن رشد " إلى إظهار أهمية الترجمة ومنتهية إلى أزمة العرب المُعاصرين في الترجمة (ص ۷۰).

في القسم الإنكليزي تُتابع مُستاري بحثها في أعمال همنغواي 66 الروائيِّة مُركزة على وداعاً أيُّها السلاح (ص 4). ويوضِّح د. فايد ما يجب أن يعرفه الطلاب الجامعيون من المعلومات الأساسيَّة قبل اختيارهم معهداً معا (ص 14 ). ويبحث د. مهدي ود. ستريفاستافا في الفانيديوم كعامل ضدّ داء السكري مشيرين إلى دراسات أجريت في الحيوان والإنسان (ص ۲۱ ).

وكالعادة ضمَّنا هذا العدد مُنتخباتٍ للدكتور داهش مع قصَّة قصيرة رائعة (ص 5 و 47 )، وكذلك قصيدة للشاعر ياسر بدر الدين بمناسبة ذكرى ميلاد مؤسِّس الداهشيَّة (ص ۵۱ ). وبهذه المناسبة نزفُّ التهنئة إلى الآخذين بالتعاليم الداهشيَّة الداعية إلى الإيمان بوحدة الأديان

 

الجوهريَّة ووحدة الأسرة الإنسانيَّة وصيانة العدالة والحريَّة. *

 

رئيس التحرير