info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الثالثة العدد الأول أيلول 1997

 

صوت داهش

السنة الثالثة العدد الأول أيلول 1997

 

في ذكرى

عملاق الروح والأدب والفن

 

مع كل إطلالة جديدة لمطلع حزيران (يونيو) تتَّسع الدائرة التي رسمها اسم داهش في سماء العالم، وتزداد توهجاً. ومع ذكرى مولده الثامنة والثمانين تبدأ السنة الثالثة ل"صوت داهش وفيها من العزم والإيمان ما يُذلِّل كل عقبة. ففي خلال العامين الماضيين اجتذبت المجلَّة، بقسميها العربي والإنكليزي، آلاف من تستهويهم النزعة الإنسانية الروحية والمعالجة الرصينة الموثَّقة للموضوعات الجليلة الخالدة المتَّصلة بالإنسان وجوهر الحياة والقيم الحضاريَّة. وصـوت داهش أصبحت، برقي إخراجها وتحريك نصوصها الذي تتفرد به، وسيلة ثقافية ضروريَّة في كثير من الأوساط العربية - الأمريكية والدوائر العربية في الجامعات. ولن يطول الزمن حتى تتحوّل إلى مجلَّة شهرية استجابةً لنداء القرَّاء الكثيرين في أمريكا وكندا وأوروبا ولبنان ومصر وسائر البلدان العربية.

 

وإذا جاء إصدار صوت داهش» تحقيقاً لرغبة مؤسّس الداهشيَّة، فإن إنشاء مُتحف داهش في نيويورك كان تحقيقاً لرغبة أخرى لديه. فولع الدكتور داهش بالفن ضاهی وزامن ولعه بالأدب والثقافة من حداثته، فما إن اضطره الطغيان إلى الاحتجاب في عهد بشاره الخوري ( ۱۹۶۳- ۱۹۹۲ ) حتى حوّل نشاطه إلى جمع الكنوز المُتحفيّة؛ فأرسل بمعاونة بعض المخلصين من أنصاره حوالي نصف مليون رسالة إلى الفنانين في العالم، وخاصَّةً بأوروبا، يبتاع مولَّدات عبقرياتهم أو يوحي إليهم بما أبدعته مخيلته المُلهمة فيجسدونه في لوحات فنية أخَّاذة. وبدءاً بصيف ۱۹6۹ ، باشر سلسلة رحلاته حول العالم التي استمرَّت حتى صيف عام ۱۹۸۳ ، فجعل من أهدافه فيها الاتصال المباشر بالمتاحف والمعارض والفنانين وابتياع ما أمكنه من الروائع إغناءً للمُتحف الداهشيّ؛ ذلك بأن الفنَّ، في رأيه من أركان كل حضارة راقية، ومیزان ثقافي لتقدم الشعوب (انظر الدكتور داهش والفنّ، ص ۲۷ ). واستتماماً للفائدة آثرنا أن ننشر کامل مقال الدكتور ثروت عكاشة عن الفن والحياة على طوله (انظر ص 5 ). كما قمنا بمراجعة الكتاب المُثير "فجر الفن": " کهف شوفه " .(أنظر ص 57 ). The Chauvet Cave "

وفي هذه الذكرى ينتصب الدكتور داهش من وراء الغيب عملاقاً في الروح والأدب والفنّ. فقد خلَّف للعالم رسالةً روحيَّة هادية لو أخذ بها اللبنانيون في ما تدعو إليه من الإيمان بوحدة الأديان الجوهريَّة ووحدة الدين والعلم، لكانوا أبعدوا عنهم النكية، ولعاد الدين فيهم إلى نقائه الأول، وتراصت صفوفهم على اختلاف طوائفهم، وواكبوا المسيرة العالميَّة في تقدّمها نحو الألف الثالث بقدرةٍ وثقةٍ بالنفس واعتزاز . كما خلَّف الدكتور داهش مئة كتابٍ ونيفاً خطَّتها بالعربية براعته المُلهمة، وهي الآن تجد طريقها لطبعها في لغات العالم الكبرى. وفضلاً عن مُتحَفه الذي ضمَّ حوالی ۲۰۰۰ لوحة فنية رائعة مع مئات التماثيل والقطع الفنية النفيسة، فقد خلَّف مكتبةً خاصةً باتت تضمُّ حوالى ربع مليون كتاب بالعربية والفرنسية والإنكليزيّة.

 

فإلى روح الهادي العظيم تحيَّةُ إيمانٍ وإكبارٍ من آلاف الأنصار والمُعجبين المنتشرين في مختلف أرجاء العالم، وإنا لذكراه وتعاليمه لمخلصون .

 

رئيس التحریر غازي براكس