info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى " كلمات"

كلمات

الدكتور داهش

 

كلمتي

 

قطعة من كبدي، و فلذة من روحي، و خلاصة من عناصري!

هي أملي التائه في بيداء هذه الحياة الصارخة الزاخرة بالآلام!

هي أمنيتي الضائعة في واحة هذا العالم

الذي تشيع فيه عناصر البؤس و الشقاء.

هي دموعي التي أقسمت على أن تظل أليفة الحزن حليفة الانسكاب!

هي أحزاني الصادقة التي يطيب لها أبداً أن تمخر هذا العباب!

هي ( كلمات) شاب حزين، متألم بائس

آلت الأوصاب على نفسها أن لا تفارق له ظلاً.

هي ( كلمات) ستخلد في بطون الكتب

بعد أن يصبح صاحبها راقداً في جوف حفرته الوفية!

 

داهش

من كتاب " القلب المحطم"

 

 

دراسات و آراء

في كتاب كلمات

 

كلمات

للدكتور داهش

تحت هذا العنوان نشرت مجلة"المصور" في عددها 767 الكلمة التالية:

"

على كل ثائر على أنظمة هذا الكون الأهوج السخيف،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"إلى كل من يخفق فؤاده بالكراهية لهذه البشرية الكاذبة،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"إلى كل من يحمل بيمينه معولاً ليقوض به بناء هذه الجامعة الفاسقة.. أهدي هذا الكتاب".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بهذه الكلمات الثائرة الصاخبة، و بكثير غيرها أشد منها ثورة و أكثر صخباً، قدم الدكتور داهش كتابه إلى القراء. فإذا ما أنت بدات تطالع ما فيه من "كلمات" ، لم تشك في أن ثورة هائلة تضطرم في نفس كاتبها، فلم يجد غير القلم يشكوه همه، و القرطاس يسجل فوقه شكواه!

و كلمات الدكتور داهش ثمرة عام كامل، هو عام 1936 كما يقول. فقد احب أن يدون في كل يوم من أيام  ذلك العام كلمة يقولها فيدعوها بعض ما يختلج في نفسه. فلما انتهى العام، تجمعت لديه هذه المجموعة، فآثر ان ينشرها في كتاب، فجاء كتابه صورة عن تلك النفس الثائرة على المرأة، و على الصداقة، و على الإنسانية و البشرية و الحياة جمعاء.

 

 

 

مقدمة الطبعة الأولى

ــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة عام 1935

 

لقد توارى عام 1935 بآلامه المبرحة، و شؤونه المدلهمة، و إحداثه القاتمة المرعبة؛ و ها أنا ألج باب العام الجديد ، بقلب واجف خافق، و نفس حزينة حيرى، و روح تائهة في فضاء المجهول، و دموع مدرارة حرى ، وكيان تتوزعه شتى الميول المتضاربة، و جسد يتنازعه كثير من الرغبات غير المستحبة...

و لكني أشعر في قرارة نفسي بصوت جبار تهتز منه أعصابي، و ينخلع له فؤادي ، و هو يهيب بي لأن أسحق تحت موطئ قدميّ أفاعي التمنيات المرعبة الشوهاء، و أن أقود جميع الأعمال الغير المرضية التي حاكتها يدي تحت جناح ليالي العام البائد، و أن أحاول، جهد المستطاع، أن أتغلب على ضعفي البشري الموروث، وأن لا أقدم عل  أعمال يتندى لها جبيني خجلاً و حياء، و كي لا أقف يوماً أمام نفسي الخفية الحكيمة موقف الذل و المهانة و هي تحاكمني على ما اقترفته من إثم رهيب، و نقيصة بالغة، و من ثم تحكم عليّ بعذاب الضمير عذاباً أبدياً، و آلام الروح آلاماً سرمدياً، ثم الابتعاد عن وجه النور، وجه الحقيقة، وجه السعادة، وجه السناء، وجه البهاء، وجه الأمل العذب المرتجى، وجه ما ينشده الماء والهواء والفضاء و السماء، وجه من يتطلع إليه جميع الأحياء دون استثناء، وجه من تتمناه جميع المخلوقات معروفها و مجهولها، وجه الحقيقة الحقة العادلة، وجه الخالق عزّ و جلّ...

اللهم قوني و سدد خطواتي نحو طريق الفضيلة و الكمال، و لا تحجب نورك المرشد من أمامي كي لا أتعثر بعد ذلك في طريق الظلام الشامل، و كي لا أقاد إلى مهاوي الجريمة و الفساد. و دعني بقوتك الإلهامية أسير سيراً ترضاه الفضيلة و تطمئن له أعماق الخفية فأسعد بعد انقضاء أيامي القصيرة المحدودة، و أذهب هناك حيث لا كآبة و عناء، بل كل سعادة و هناء...

الدكتور داهش