info@daheshism.com
الرسالة الداهشيَّة

 

لا تضني عليَّ برُؤيتك

 

ليتكِ لا تمانعين،

عندما أُطيل النظرَ إلى عينيكِ،

سابحًا في بحرٍ من الخيال،

في تلك الفترة السماويَّة!

إذ إنَّ عينيكِ من صُنع الآلهة!

وبريقهما لا يخبو لهُ وميض!...

جمالكِ يشعُّ كالشمس المشرقة،

في أجمل يومٍ من أيام الربيع الساحر!

وسناؤكِ؟!. ولا سناء الندى

المتساقط على أزاهير النرجس، والأقاحيّ، والخزامى،

في صباح يوم ربيعٍ جميل!...

وتواضعكِ؟! كزهرة البنفسج المختفية وراء الصخور، المختبئة في الحشائش

والنباتات الخضراء المتعرشة عليها!...

وأريجك؟!. لا توجد أي أزهار متضوعة الأريج، أستطيع أن أشبّههُ بها!...

إذ إنها رائحةُ الآلهة! وكفى!...

فما الذي يدعوك إلى الاحتجابِ عن أعين البشر؟

يا أُمنَّيةَ كلِّ حيّ؟!...

باللهِ يا غادتي!

إمنحيهمْ نعمة رؤيتكِ مرَّةً واحدة،

فيُسبِّحوا بَعدَها الله المبدع القادرَ

الذي أَمَرَ فأوجدك!

وإن كنّا لا نستحقُّ

أن نشاهد حسنكِ ورواءك!...

ولكنَّ الشمسَ لا تضِنُّ على البشر

فتُنير بأشعَّتها السحرية عليهم.

ولا أظنُّ أن الشمسَ أكرمُ منكِ نفسًا،

يا قهرة عَناصِرِ الطبيعة!

والبدر أيضًا

لا يحجب أنوارَهُ... فيضيء الكونَ سابحًا، تائهًا،

كعاشقٍ يبحث عن محبوبته!

وكأنَّه... يبحث عنكِ!...

يا غادةً اعتادت الأنزواء وَعَدَمَ الظهور!...

إيه يا غادتي الفنَّانة،

بل يا بدر الدُّجى وشمسَ الحياة!

أَنِيري لنا سُبُلَ الهدى!

وساعدينا!

ودَعينا نستمدُّ من رؤيتكِ قوةً

لا تستطيعُ أن تُنيلنا إيَّاها الطبيعةُ وحدَها!...

فتعود إلينا القوّة!... ويرجع إلينا النشاط!...

وإن لم تفعلي؟!...

فإلى الحياةِ الخالية، الباردة، المظلمة...

يكونُ ذهابُنا!...

وعند ذاك،

يكون انقضاء حياتنا!...

ولكنّي لا أَظنُّكِ بهذه النهاية لنا ترضَيْين؟!

                                                              القدس 1933