
سلام
سلامٌ على ذلك العالم الروحي المضيء الخالد!
سلامٌ على تلك الأنوار الدائمة السطوع!
سلامٌ على ذلك المجد الإلهي الفائق البهاء!
سلامٌ على تلك الديار التي (أحنُّ) إليها أبدًا!
سلام على تلك الربوع المقدسة النقية!
سلامٌ على ذلك الملإ السرمديِّ الطاهر!
سلامٌ على قاطنيه الأبرار، المعاينين أنوارَه الباهرة السنية!
سلامٌ على (العالم المجهول) الذي لا خباءَ له ولا أُفول!
سلامٌ على تلك الأماكنِ الأرِجةِ العبير!
سلامٌ على من مكنتهم قدسيتهم
من ولوج ذلك المكان الحصين الأمين!
سلامٌ على مَن اضطهدوا وعذبوا في سبيل عقيدتهم الثابتة الحقة!
سلامٌ على من ذاقوا الهوانَ، وشربوا كأسه المريرة حتى ثُمالتِتها!
سلامٌ على أرواحهم السعيدة من الأزل إلى الأبد!
سلامٌ أرسلُه من قلبٍ كسيرٍ خافقٍ حزين مكلومٍ ممزق!
سلامٌ على عالمٍ غير عالمنا المادي المرذول!
سلامٌ عبقٌ فواحُ عطري، لا مادي موبوءٌ قذر!
سلامٌ أبدي إلى أحكامه العادلة النافذة!
سلامٌ من عالمي الحقير هذا،
أُرسِلُه إلى ذلك العالم العظيم السامي!
سلامٌ من (مسكين) ملأَ الكونَ بآثامه،
وهو يضرعُ إلى الله: أن يغفرَ له آثامهُ تلك،
وأن يَسَعهُ بمراحمه التي شملتِ الكائنات وطغتْ عليها.
نعم، سلامٌ، سلامٌ، سلام!
باريس، في 23 نيسان سنة 1935