
المرأة
هي!
هي المراة!..
* * *
هي كتلة دائمة الالتهاب! و شهوة زاخرة العباب!
* * *
هي كرة من النار الصاهرة المذيبة!
* * *
هي شعلة متأججة من العواطف و الميول!
* * *
هي " شبح"، لا تتخيل أمامها سوى طيف شهواتها و امانيها!
* * *
هي " شيء" الحب كل ما تحلم به، و تتوق إليه!
* * *
هي لا تعرف لها إلهاً غيره، تدين له بالطاعة!
* * *
هي كافرة... تضحي بآخرتها، في سبيل دنياها!..
* * *
هي، في مذهبي، و في نظري، غادرة، ماكرة، جائرة!
* * *
هي لا تعرف للرحمة معنى، في سبيل تحقيق غاياتها!
* * *
هي تسحق كل من يقف حجر عثرة في طريق تنفيذ ما تطمح إليه!
* * *
هي تواري وراء ضعفها المزيف قوة غاشمة جبارة!
* * *
هي تتوسل بإهراق الدموع، عند فشلها في أمر تطلبه، فلا تناله!
* * *
هي تستطيع أن تهمر هذه الدموع في أي وقت شاءت، و لكنها دموع التماسيح!...
* * *
هي تتظاهر باللين و الدعة، و تخفي في داخلها الختل و الخديعة!
* * *
هي تظهر الهدوء و الرزانة، و تبطن الخفة و المهانة!
* * *
هي لا تتورع عن إشعال نار الفتنة، في سبيل بلوغ أمانيها!
* * *
هي لا تأبه لأشلاء صراعها ، بل إنها لترقص فوقها مغتبطة مسرورة!
* * *
هي الثعلب الماكر في ختلها و روغانها، و مكرها و زغانها!
* * *
هي الشرك الذي يقع في حبائله جميع الرجال!
* * *
هي أسّ كل رزيلة و منبع كل جريمة!
* * *
هي سفينة الدمار، مشحونة بالعاب و العار، ماخرة عباب الشر و الشنار!
* * *
هي غضبة الطبيعة و كلمتها الهدامة!
* * *
هي الشر بأتم معانيه، و أبعد مراميه!
* * *
هي الشيطان الرجيم، اتخذ جسدها ملجأ حصيناً، و معقلاً أميناً!
* * *
هي الداء!... الداء الذي لا بنجع فيه دواء!
* * *
هي أم الشرور، و باعثة الآثام!
* * *
هي مهوى الفجور، و مثيرة الآلام!
* * *
هي تهزأ بعبادها الضعفاء من حمقى الرجال!
* * *
هي تود أن تراهم عبيداً متذللين يستعطفونها!
* * *
هي تغتبط عندما تراهم سجوداً أمام هيكل جسدها القذر البالي!
* * *
هي تثور كالذئبة الشرسة، إذا لم تكترث بها!
* * *
هي تتظاهر بالتقوى و الورع، و الشر يقطر من ثناياها!
* * *
هي مفعمة بالآثام، زاخرة بالمصائب الجسام!
* * *
هي السيف المسلط فوق رؤوس العباد!
* * *
هي الموت الزؤام في جبروته و رهبته، و في قوته و قدرته!
* * *
هي آفة، داؤها يسري في جميع القلوب!
* * *
هي وباء و بيل... لا يبقي و لا يذر!
* * *
هي تحتاج كل من يعترض سبيل شهواتها الثائرة!
* * *
هي العناصر الأربعة، في روعتها و اندفاعها و عسفها و طغيانها!
* * *
هي المرأة! و اسمها ينبئ عن كينونتها الغريبة!
* * *
هي! هي! و مهما عددت، فأنها تظل هي ... هي!
* * *
يقولون!..
يقولون عنها إنها جميلة كزهرة الصباح المفتقة الأكمام!
و أنا أقول إنها " العوسجة" القاسية تدمي كل من يدنو منها ويقترب إليها !
* * *
ويقولون إنها فاتنة كفصل الربيع ، المتوج بشتى الأزاهير !
وأنا أقول إنها باهتة كفصل الخريف الكئيب ، باردة كفصل الشتاء الرهيب !
* * *
يقولون إنها ناعمة الملمس كالحرير النقي الأصيل!
و أنا أقول: و الأفعى أيضاً ناعمة الملمس، أيها الأغبياء المفتونون!
* * *
يقولون إنها بديعة التكوين، منسجمة القد، ذات منظر جذاب!
و أنا أقول: و القبر الرخامي بديع الهندسة، أيضاً، و ذو منظر خلاب!
* * *
يقولون إنها عذبة الحديث، هادئة الصوت!
و أنا أقول عنها خشنة، ثرثارة، تبعث الموت!
* * *
يقولون إنها رقيقة القلب، فياضة الشعور، زاخرة العواطف!
و أنا أقول إنها بدون قلب، و شعور و عواطف!..
* * *
يقولون إن أنفاسها كنسيم الصباح المنعش البليل!
و أنا أقول : عليكم بالتاريخ، أيها المكابرون الأغبياء!
* * *
يقولون إن سلوكها لا غبار عليه و لا شبهة فيه!
و أنا أقول إن سلوكها ملتو معوج لا استقامة فيه!
* * *
يقولون إن السلاطين أنفسهم يخضعون لسلطان جمالها !
و أنا أقول: و من يكون هؤلاء السلاطين؟ أليسوا بشراً مثلكم؟
* * *
يقولون إن الحياة معها نعيم خالد!
و أنا أقول إن الحياة معها جحيم ملتهب بارد!
* * *
يقولون إنها منحة سماوية و نعمة إلهية!
و أنا أقول إنها سعلاة(1) سرمدية، و نقمة شيطانية!
* * *
يقولون إنها وديعة كالحملان الهادئة!
و أنا أقول إنها ضارية كالوحوش الكاسحة!
* * *
يقولون عنها عند زواجها يزداد انسها و تطغى نعمتها!
و أنا أقول عنها، عند زواجها، تنسى أمها و أباها و شقيقها الوحيد، و لا ترى بعين شهوتها إلا زوجها!
* * *
و يقولون إنها تحب زوجها و تحنو عليه!
و أنا أقول: نعم و لكن، حينما يفقد القوة و يلم به الضعف و الفتور، ينقلب الحب المتأصل إلى كراهية و نفور!
* * *
يقولون إنها تتحمل المشاقّ في سبيل تربية أطفالها!
و أنا أقول: و من الذي أرغمها على القذف بهم غير رغبتها الجامحة و شهوتها الطامحة؟!
* * *
يقولون إنها كالشمعة تحرق نفسها لتضيء على غيرها!
و أنا أقول: كذبتم، و الله العظيم، ثلاثاً!
* * *
يقولون إن الأرض لولاها لكانت قفراً يباباً!
و أنا أقول: لقيتم على هذا القول شقوة و عذاباً!
* * *
يقولون إنها تلهم الرجل، و تسمو به إلى السماك!
و أنا أقول: نعم، هو إلهام الشر و الإثم، و هو السمو إلى سماك الرذيلة و الجرم!
* * *
يقولون: نشكر المولى على منحه إيانا هذه النعمة الخالدة و السعادة الدائمة!
و أنا أقول: مساكين أنتم، أيها البله الأغبياء!
* * *
يقولون : لنطلب المرأة و لنجدّ في طلبها.
و أنا أقول: لأطلب الوحدة، و لأوغل في الاستقصاء عنها.
* * *
يقولون عنها هي الكل بالكل!
و أنا أقول: بل هي الصفر و أقل من الصفر!
* *
يقولون إنهم يتذوقون السعادة إلى جانبها!
و أنا أقول: إنني أتذوق السعادة في البحث عن عالم غير عالمها هذا!
* * *
سيقولون عني إنني مسكين يستحق المرثية و الإشفاق!
و أنا أقول: ما أحراكم أن تشفقوا على أنفسكم، أيها المساكين!
* * *
و سيقولون إنه يهذي، إنه مجنون!
و أنا أقول: ما أقل عقولكم، أيها الحمقى المعتوهون!
* * *
نعم، إنهم يطمحون إلى جسم فان بال مقفر خال.
و أنا أطمح إلى الروح، الباقية على كرور الأعوام و تعاقب الأزمان.
* * *
و سيلعنون كل كلمة سيقرأونها عن مرآتهم.
و أنا سأحطمها لهم، دون أن أنتقل من مكاني.
* * *
هم لهم ميول و مآرب، و نزعات و مشارب.
و أنا لي ميول و مآرب و نزعات و مشارب.
* * *
هم يسيرون في طريقي ...
وأنا أسير في طريقي ...
* * *
... ويقولون إن المرأة بدايتنا كما إنها نهايتنا !
وأنا أقول إن الله بدايتي وسيكون أيضا نهايتي !
* * *
يقولون، ويقولون، ويقولون...
وأنا أقول وأقول وأقول !
وسأظل أقول... وأقول !..
* * *