info@daheshism.com
السحر والشعوذة وفضحها:

 

إِتِّصالٌ هاتفيٌّ بالدكتور رؤوف عبيد

 

كانتْ الساعةُ السابعةَ إلاَّ ربعاً ليلاً، عندمَا اتَّصلتُ بالدكتور رؤوف عبيد، وليسَ لي بهِ أَيَّةُ معرفةٍ سابقة. ولكنَّني كنتُ قدْ طالعتُ كتابه الضخم:" الإنسانُ روحٌ لا جسد"، بجُزءَيه، وكلُّ جزءٍ منه 900 صفحة ونيِّف. وهذا الكتابُ يبحثُ عنْ الروحِ ويذكرُ أَسماءَ وُسطاءٍ روحيِّين (مشعوذين). قلتُ للدكتور رؤوف: أَنَا لُبنانيٌّ قدمتُ إلى القاهرةِ، وأُحبُّ أَنْ أَجتمعَ بكَ لأَنَّني طالعتُ كتابَك :" الإنسانُ روحٌ لا جسد"، وكذلكَ كتابكَ :" عروسُ فرعون". فسأَلَني عنْ إسمي فقلتُ له:" السيِّد عشِّي"، فرحَّبَ بي وقال:" أَنَا أَنتظرُكَ في الثامنةِ مساءً، ومنزلي في حدائقِ القبَّةِ بشارعِ مصر والسودان".

استقلَّيْتُ سيَّارةَ أُجرةٍ في تمامِ الساعةِ الثامنةِ إلاَّ ربعاً، وذهبتُ بهَا إلى حدائقَ القبَّة، فوصلتُ إلى منزلِ الدكتور عبيد في الثامنةِ والرُبع ليلاً، فأَحسن استقبالي؛ وكانَ يجلسُ وراءَ مكتبِه في غُرفةٍ فيهَا خزائنُ تغصُّ بالكُتب. قلتُ له: دكتور، هلْ تؤمنُ بمَا كتَبْتَهُ عنْ عالمِ الروح والوسطاءِ الروحيِّين؟ قال: "وكيفَ أَكتبُ عنْ شيءٍ لا أُؤمنُ به؟!"، قلتُ له: ولكنَّ الوسطاءَ الروحيِّين الذي ذكرتَهُم ما هُم إلاَّ مشعوذون ودجاجلة. قالَ:" ليسَ الجميع". قلتُ له :بلْ الجميع! وأَكملتُ: أَمَّا منْ ذكرتَهُم بكتابِك، وهُم علماءٌ أَعلام أَمثال: ألان كاردِكْ، والسيِّد أوليفر لودج، ووليم كروكس، والكولونيل روشاه، وفرويد، والسير آرثر كونان دويل مؤلِّفُ رواياتِ شارلوك هولمز، وغيرُهم، فلا شكَّ بأَنَّ قصدَهُم البحثُ عنْ الحقيقة، لكنْ، خدَعَهم "الوسطاءُ الروحيُّون" المزعومون، وما هُم إلاَّ دجاجلةٌ أَفَّاكون، لا قيمةَ لخزعبلاتِهِم التافهةِ على الإطلاق.

قال:" أَنَا أُوافقُكَ على أَنَّهُ يوجدُ 75 بالمئةِ دجاجلةٌ، و25 بالمئةِ صادقون".

قلتُ: لا، فليأْتونَا بظاهراتِهِم الروحيَّةِ إنْ كانوا صادقين، وإلاَّ فهُم أَفَّاكون، وسيبقون هكذا حتَّى يومِ الدين.