info@daheshism.com
السحر والشعوذة وفضحها:

 

إلى المتحف

 

و صعدنا إلى السيارة التي كانت تنتظرنا، فأقلتنا إلى متحف الأركيولوجيا و هو يقع في ضاحية المدينة و ضمن حديقة فسيحة الأرجاء تملأها الأشجار الجميلة الضخمة.

و المتحف ذو طابقين: سفليّ و علويّ، و قد كدّست ضمن خزائنه الزجاجية القطع القديمة العهد، منذ العهد الحجري.

ففي هذه الخزانة تجد فؤوساً من الحجارة، و مطارق ذات أيدٍ خشبية من النوع الثقيل الوزن،و الصلب للغاية، وقد وضعت برؤوسها كتل مستديرة من الحجر الثقيل، و قد جوّف داخلها، و إذ ذاك أدخلت الأيدي الخشبية ضمنها فأصبحت آلاتٍ حربية قاتلة.

و هناك خزانة زجاجية، أيضاً، حفظت ضمنها أقنعة( ماسكات) وجوه مخيفة كان السحرة يضعونها على وجوههم في أثناء قيامهم بطقوسهم السحرية بل قل( الشعوذية).

كما توجد خزائن زجاجية صفّت على رفوفها رؤوس نحاسية و حديدية، و كتبت رقعة تعلم الزائر أنها قبل المسيح ب 1400 من الأعوان. و في منتصف الغرفة، في الطابق العلوي، خزانة زجاجية كبيرة وضعت ضمنها خمسة أنياب فيلة من النوع الضخم، و قد حفرت عليها نقوش و زخارف، و صور حيوانات بائدة. و كانت هذه الأنياب، لقدمها، تبدو و كأنها خشب تقادم عهده للغاية، إذ لم يعد العاج أبيض اللون قطعاً، حتى ولا أصفر، إذ عندما يتقادم الزمن على العاج يصفرّ لونه، لكن لون هذه الأنياب الخمس كان أقرب إلى اللون الخشبي منه إلى اللون الأصفر لقدم عهد هذه الأنياب العاجية الأثرية.

و بأسف فإنّ إدارة المتحف لم تضع رقعة تظهر للزائر كم مضى من الأحقاب على هذه الأنياب.