info@daheshism.com
فقدان العدالة وثورته على المظالم:

 

أنا ثائر

 

أنا ثائر! على الوجود والموجود!

أنا ثائر! على الهيئة الاجتماعية ونُظُمها الجائرة!

أنا ثائر! على الآراءِ البشرية ومعتقداتها السخيفة!

أنا ثائر! على المظالم النكراءِ التي تقومُ بها الإنسانيةُ المجرمة!

أنا ثائر! على  الدنيا، وما تحويه في باطنها وظاهرها، ومعلومها ومجهولها!

أنا ثائر! على  الحياة، وما تحويه من خديعةٍ ورياء، ومَكْرٍ ودَهاء!

أنا ثائر! على  الكون، وعلى بنية الأشرارِ، وقاطنيه الفجّار!

أنا ثائر! على  أيامي، تمضي حافلةً بالبؤس والشقاء والحزن والعناء!

أنا ثائر! على  بني البشَر الطُغاة، المُفسدين العُتاة، الظالمين القُساة!

أنا ثائر! على هذه الحيوانات الناطقة التي تفضُلُها العجماوات!

أنا ثائر! على  الميول الوضيعة والأعمال السافلة!

أنا ثائر! على  الطبيعة: شمسِها وقمرها، أفلاكها وأملاكها،

جحيمها ونعميها، هوائها ونسيمها،

حيوانها وهوامها، زهرها وشجرها!

أنا ثائرّ! على نفسي الثائرة، وروحي الحائرة،

وقلبي المحطم المسكين!

أنا ثائر! على كياني ووجودي، ساخرٌ بإيماني وجُحودي!

أنا ثائر! ... وثورتي عميقةً مدوّية، جبارة صارمة!

أنا ثائر! إلى أبعد حدود الثورة،

وثورتي لها بداية، ولكنها دون نهاية!

أنا ثائر! وسأظلُّ ثائرًا حتى تثور لثورتي الكائنات!

بل ستجتاحُ (ثورتي) معالمَ هذه النُظَم الجائرة السخيفة،

وتدكُّها دكًّا، وتتركها قاعًا صفصفًا،

لتبنيَ على (أنقاضها) نُظُمًا أخرى!

أجل، أنا ثائر! ثائر! ثائر!...

و(ثورتي) عنيفةٌ كلَّ العنف، جبارةٌ كلَّ الجبروت،

طاغيةٌ كلَّ الطغيان!

وليس لثورتي هذه من حدٍّ، ولا نهاية!

                                         القدس، أول أيلول سنة 1935